الدين الإسلامي دين قويم ويشمل جميع نواحي الحياة، ويرمز في كل جوانبه الى تطهير النفس البشرية وتزكيتها والسمو والرقي بها لكي تتخلص من الشرور وتسود عليها النزعة الملائكية.
(لله في خلقه شؤون)، كثيرا مانسمع هذه العبارة في مواقف مختلفة وهي تعني أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما يكون للناس من خير وهو وحده الذي يسير الأمور بشكل لا نفهمها نحن البشر في وقتها وقد نعرف الحكمة منها لاحقاً.
وقد نرى شيء ونستغرب منه لإختلافه مع المنطق البشري الذي نعرفة.بالواقع فإن الله سبحانه وتعالى أنزل شرائعة وتعليماته وطلب منا ومن المخلوقات الأخرى السير على هذه التعليمات لمصلحتنا ليس لمصلحته هو.وجعل هناك ثواب وعقاب لتستقيم حياتنا ولا يبغي أحدنا على الآخر.وقسم الخطايا والذنوب الى ثلاث أقسام كما جاء في الحديث (أن الدواوين ثلاثة: ديوان لا يأبه به الله أبداً، وديوانٌ لا يتركه الله أبداً، وديوانٌ لا يغفره الله ابدأ) أو كما جاء بالحديث الشريف.
والديوان الأول وهو ظلم العبد لنفسه وهو أن يجر الرجل على نفسه أثم يمسه هو ولا يأتي على حق الله أو الناس كالتدخين مثلاً.
والثاني وهو ظلم العبد للعبد فإن الله ومن عدله سبحانه لا يتركه حتى يعطي كل ذي حقٍ حقه.
والثالث هو الشرك بالله لقوله سبحانه وتعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء).
وهنا وفي ديوان ظلم العبد لنفسه أو في الذنوب الصغيره في حقوق الناس أو مايعادلها جاءت مشروعية الصدقة لتزكية وتطهير النفس البشرية من الذنوب والخطايا، وهذا يمثل جانب واحد فقط من جوانب الصدقة، حيث قال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم)أي أن أحد أهداف الصدقة هو تطهير النفس.
ولا يخفى على أحد أن المال هو مال الله يؤتيه من يشاء من عباده لينظر كيف يعمل به، وأحب عباد الله الى الله أنفعهم للناس كما جاء بالحديث (الخلق عيال الله وأحبهم الى الله أنفعهم لعياله).
المتتبع لأمور الصدقة وفوائدها يجد عظيم أجرها وجزيل ثوابها، مما يصعب حصره. وللصدقة آثار واضحة في حياة الناس وأوجه عديدة تصرف بها، وليس بالضرورة أن تكون الصدقة بالمال فسبحان الذي جعل الكلمة الطيبة في ديننا صدقة.ومن أبواب الصدقة صدقة المال وهي ما ينفقة المسلم في غير فرض على أي فئة من فئات الناس الذين تجوز عليهم الصدقة.
والكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه أخيك صدقة وأزالة الأذى عن الطريق صدقة وأن تلقى الرجل في الطريق فتعينه على حاجته صدقة وكل عمل يعمله المسلم بنية المعونة لأخية المسلم فهو صدقة.
ومن أعظم أوجه الصدقة اللقمة يضعها الرجل في فيه زوجته.ولو نلاحظ كل أمر من أمور الصدقة يحث على البذل والعطاء والكرم والمساعدة والتعاون وينشر الحب والألفة بين الناس.والصدقة المالية تجوز على فئات ثمانية كما ورد في الأية الكريمة وهم: الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل .
أما الصدقات الأخرى كالكلمة الطيبة والأبتسامة وغيرها في ليست حصر لأحد دون أحد. ولا يخفى على أحد فوائد الصدقة العظيمة، فهي تلين القلب وتمسح الذنب وترد النقم وتبارك بالصحة والعافية وتعطي نظارة للوجه وتزيد في المال حيث قال عليه الصلاة والسلام ما نقص مالٌ من صدقة.فأمر الصدقة كله خير وصاحبها يستظل بظل صدقته يوم القيامة، وأصحاب الصدقات من الفئات التي عدهم الله تعالى وأعد لهم مغفرة ورزقاً كريما.