ولد عنترة بن شدّاد في منطقة القصيباء من بلدة القصيم في الجزيرة العربيّة لأبٍ عربيّ حرٍّ ، و أمّ حبشيّةٍ كانت من الأماء ، و قد لازم عار العبودية عنترة فترةً طويلةً من الزّمن ، حتى أصبحت تلك المسألة تشكّل عقدةً له في حياته ، فقد جرت عادة العرب في الجاهليّة على انكار نسبهم من إمائهم أو احتقاره و عدم اعطائه حقوقه ، و قد سام شدّاد ابنه سوء العذاب و عامله معاملة العبد ، حتّى أنّ زوجة أبيه و اسمها سميّة شاركت في ذلك ، و قد كان عنترة بن شدّاد يشارك في معارك الدّفاع عن قومه بني عبس و يبلي بلاءاً حسناً ، و قد كان قومه يظلمونه في توزيع الغنائم و يعطونه النّصف من حظّ غيره ، فشعر عنترة بالغبن الشّديد و قرّر أن يقوم في المعارك مقام المدافع فقط ، و في إحدى معارك عبس مع قبيلة طيء ، واجهت القبيلة مقاومةً شرسةً عنيفةً من قبل طيء حتى كادوا يهزمون عبس ، و ما كان من شدّاد إلا أن نادى ابنه عنترة طالباً منه المشاركة في المعركة فأبى عنترة إلا المشاركة أن يكون حراً ، فمنحه أبوه الحريّة لينالها أخيراً من بعد طول سعيٍ و عناء .
و قد أحبّ عنترة بن شدّاد ابنة عمّه عبلة حتى ذهبت قصّة حبّهم مثلاً للمحبّين ، و قد سعى للزّواج منها إلا أن عمّه ماطل في ذلك و أبى ، و يقال أنّ أبوها زوجها أحد فرسان العرب حينئذٍ بعد أن ساومه على أن يكون مهرها رأس عنترة .
و إنّ أكثر الرّوايات ترجيحاً حول مقتل عنترة تتحدّث عن أنّه كان ينوي الهجوم على بني نبهان من طيء و سلب طرائد لهم ، و قد كان عمره حينئذ تسعون عاماً ، فرآه رجل يسمى زر بن جابر النّبهاني فرماه بسهمٍ فقتله ، لتنهي هذه المقتلة فصلاً من فصول البطولة التي سطّرها عنترة بصولاته و جولاته .