ولدت بلقيس في العرق ( 1939/3/24 ) في حياة أشبه ما تعرف بالبسيطة ، حيث كانت بلقيس امرأة شديدة الجمال، حيث أعجب بها نزار فور لقاءه بها في أحد القاعات التي كان يلقي فيها الشعر عند زيارته لبغداد في القرن العشرين، وعندما تقدم لخطبتها رفض والدها الزواج في البداية، وعاد نزار حزينا وصورة بلقيس لا تفارق إلى أن عاد مجدداً إلى العراق في مهرجان المربد الشعري وكتب قصيدة مطلعها:
مرحباَ يا عراق، جئت أغنيك
وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي
والبقايا تقاسمتها النساء
وبقى نزار على هذا الحال عام 1969م، فيقول نزار: ذهبت إلى بغداد بناءً على دعوة رسمية للاشتراك بمهرجان المربد، وهناك ألقيت قصيدة كانت من اجمل وافضل قصائدي حيث كانت ((بلقيس الراوي)) بطلتها الرئيسية: مرحباَ يا عراق، جئت أغنيك وبعض من الغناء بكاء أكل الحزن من حشاشة قلبي والبقايا تقاسمتها النساء، بعد هذه القصيدة و التي ضجّت بها بغداد ، تعاطف الشعب العراقي والدولة بأكملها مع قضية نزار وقام بعض القادة من البعثيين بتولي خطبة بلقيس من أبيها، وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب لطلب يد بلقيس، الشاعر شاذل طاقة و وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية .
وبعد زواج نزار من محبوبته بلقيس شعر بأنه في حضن حضن أمه، وقد أدركت بلقيس أن نزاراَ مثل كثير من الرجال يحتاج إلى إمراه تكون في المقام الأول (أما)َ ثم بعد ذلك زوجة لذلك عاملته كطفل وعوضته بعده عن أمه بسبب كثرة تنقله وذلك فقد نجد نزاراَ يكتب لها قصيدة بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما يقول فيها:
أشهد ألّا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملت
وقلمت أظافري.. ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال إلا أنت
أشهد ألّا امرأة تعاملت معي كطفل عمره شهران إلا أنت
وقدمت لي لبن العصفور والأزهار والألعاب إلا أنت
أشهد أن لا امرأة قد جعلت طفولتي تمتد خمسين عاماَ.. إلا أنت
كان عمر نزار قباني عند كتابة هذه القصيدة (ست وخمسون عاماً)، ومرت أعوام قليلة جداً ليواجه نزار وتحديداَ في ( 15/12/1981 م ) صدمة ثانية وكانت في وفاة زوجته وأمه الثانية بلقيس الراوي، حيث ماتت التي كانت تمثل له الكثير في حادث مأساوي تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت على إثر انفجار هائل بالقنابل .
