طه حسين
هو طه حسين علي سلامة، وهو واحد من أشهر النقاّد والأدباء العرب والمصريين، لقبه عميد الأدب العربي. ولد طه حسين في عام ألفٍ وثمانمئة وتسعة وثمانين من الميلاد، وتوفي في العام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين، يعتبر واحداً من أشهر وأبرز من أضاف إلى الحراك الثقافي العربي المصري في العصر الحديث.
في عام ألفٍ وتسعمئة واثنين من الميلاد، التحق طه حسين بالأزهر ليتلقّى التعليم الديني، ونمّى علوم اللغة العربية لديه، فاستطاع تكوين ثقافة لا بأس بها من خلال دراسته هذه، كما استطاع الحصول على الشهادة التي تؤهله للالتحاق بالتعليم الجامعي، إلى أن شعر بالملل الكبير وذلك لعدة ما هى اسباب تتعلق بدرجة رئيسيّة بطبيعة الدراسة.
في عام ألف وتسعمئة وثمانية، انتسب طه حسين إلى الجامعة المصرية؛ حيث تعلّم العديد من العلوم فيها، والعديد من اللغات أيضاً، مع تردده المستمر على الأزهر لحضور الندوات العلمية المختلفة فيه. في عام ألف وتسعمئة وأربعة عشر نال طه حسين شهادة الدكتوراة عن أطروحة بعنوان (ذكرى أبي العلاء)، وقد هوجم بشدّة بسبب هذه الأطروحة، مع اتهامه بالزندقة والمروق من الدين، وفي ذات العام انتقل طه حسين إلى فرنسا لتعلّم المزيد من العلوم هناك، فحقّق إنجازاتٍ عظيمة خلال فترة حياته في فرنسا.
استطاع طه حسين تأليف كتابه المعروف باسم (في الشعر الجاهلي) في عام ألفٍ وتسعمئة وستة وعشرين من الميلاد، وقد توصّل فيه إلى نتيجة مفادها أنّ الشعر الجاهلي قد كتب بعد مجيء العصر الإسلامي، ثمّ تمّت نسبته إلى الشعراء الجاهليين، مما أحدث ضجةً كبيرةً بين أوساط المثقفين العرب، ودفعهم دفعاً للرد عليه، ومن أبرز من تصدّى لهذه الفكرة الخضر حسين، ومصطفى صادق الرافعي، ومحمد لطفي جمعة، ومحمود محمد شاكر، ومحمد الخضري، وآخرون، وقد استطاع علماء الأزهر رفع قضيّة في المحكمة عليه تمحورت حول إساءته للدين والقرآن، إلّا أن المحكمة حكمت ببراءته مما نسب إليه من قبل المدّعين من علماء ومشايخ الأزهر الشريف.
من بين ما اشتهر به طه حسين كتابه الأيام، وهو السيرة الذاتية التي عرض فيها سيرته والتي لاقت انتشاراً واسعاً جداً بين الناس، والمتلقين، كما وضع طه حسين العديد من المؤلّفات الأخرى منها: الفتنة الكبرى عثمان، والفتنة الكبرى علي وبنوه، والمعذبون في الأرض، وحديث الأربعاء، وعلى هامش السيرة، والوعد الحق، ومرآة الإسلام، ومع أبي علاء في سجنه، والشيخان، ومستقبل الثقافة في مصر، ومن حديث الشعر والنثر، وفي مرآة الصحفي، والعديد من المؤلّفات الأخرى.
نال طه حسين إعجاب عدد كبير من أدباء ومثقّفي العرب منهم وعلى رأسهم عباس محمود العقاد الذي قال فيه بعد وفاته: (إنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة، والتحدي فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم، والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير).
