شجرة المورينجا ربما أكثر الأشجار وجوداً على سطح الأرض، بالتكيف بنوع البيئة التي تنشأ بها، ويعود أصل هذه الشجرة إلى الهند، حيث تكنى الشجرة الطيبة لكثرة فوائدها، ويستخدم كل جزء من أجزاؤها، وتتسم بقدرتها العالية على تحمل الجفاف والبئيات القاحلة، ولا تحتاج للمياه وتكتفي بالأمطار، وهي شجرة دائمة الخضرة لا تتأثر بالمواسم ولا الفصول، وهي سريعة النمو يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين في أقل من شهرين.
وتحتوي أوراق المورينجا على سبعة أضعاف الفيتامينات المتواجدة في البرتقال، وثلاثة أضعاف ما يحتويه الموز من البوتاسيوم، وأربعة أضعاف ما يحتويه الحليب من الكالسيوم، وأربعة أضعاف ما يحتويه الجزر من فيتامين A، وبهذا يعتبر وجبة غذائية متكاملة.
ويتم تجفيف أوراق شجرة المورينجا ومن ثم حنها واستخدامها كتوابل للوجبات الغذائية لإضافة الفائدة والقيمة إليها، وتطبخ أوراقها مثل السبانخ أو الملفوف، أو تؤكل طازجة، وعلى أي شكل تبقى محتفظة بقيمتها الغذائية.
وتستخدم جذور الشجرة كعلاج و دواء للروماتيزم، ولحائها ينتج مادة صمغية تستخدم في صناعة بعض الادوية كأدوية الاسهال، بينما تستغل سيقانها بإشعالها كحطب يتم الطهو عليه أو التدفئئة بنيرانه.
وتعتبر البذور الجزء الأهم من الشجرة حيث تستخدم كمنشط جنسي، وكمضاد للبكتيريا المسببة للأمراض الجلدية، وتحتوي البذور على زيت يستخدم في الطبخ وصناعة العطور ومرطبات الشعر، وكمصدر طاقة حيوي.
ويتم الاستفادة من القرون بأكلها وهي خضراء، بينما حين تجف تؤكل بذورها كالمكسرات، ويستخدم المورينجا لتنقية المياه بما تبقى من بذور بعد استخلاص الزيت منها، فلها خاصية تجميع وترسيب الشوائب والأجسام الصلبة العالقة في المياه، فتصيدها كمصيدة، وتستخدم هذه الطريقة في إفريقيا؛ لعدم وجود محطات تحلية وتنقية.
ومن مميزات زيت بذور شجرة المورينجا، أنّه يستخدم في صناعة الأدوية والعلاجات ويتميز بزيته بعدم التزنخ، ووعدم وجود طعم له، كما أنّه يحترق دون إصدار دخان، وهو مصنف كأحد احسن وأفضل الزيوت في العالم.
ويحتوي المورينجا على 36 مضاد للالتهابات، و46 مضاد للأكسدة، وفيتامينات، ومعادن، وأملاح، وتعتمد عليه صناعة مشروبات الطاقة لما فيه من قيمة غذائية عليا وفي العصور السابقة عرف الفراعنة هذه الشجرة واسموها شجرة الحياة وكانوا يستخدمونها في التحنيط.
ويشجع مستخلص نبات المورينجا على عدم ظهور التجاعيد والخطوط على الجلد، وفي مكافحة أمراض الأيض والبروستاتا، ويعزز الهضم السليم، ويعمل كمضاد للسموم، ويعزز الطاقة، ويجمل الجلد، وزيد من مستويات السكر الطبيعية في الدم، ويعزز سير الدورة الدموية ففي جسم الانسان، ويوفر غذاء متكامل للعيون والدماغ.
وهي علاج و دواء لمرض أنيميا الدم، وللمخ والأعصاب، والسرطان والسكر وله مفعول في حماية البصر، ويعالج أمراض التهاب المثانة، والزهرى، والسيلان، والحمى، وأصبح الناس يؤتون ببذرتها ويزرعونها في حدائقهم فتنمو سريعاً بمعدل اثنى عشر متراً في السنة، مما أنشأ الوعي العام بأهميتها وفوائدها وقدرتها على الإتيان بمنفعة عظيمة.