قانون الجذب
ينص قانون التجاذب على أن أحداث ومجريات الحياة تحصل بسبب أفكارنا التي اعتقدناها في الماضي والحاضر، أي أن الأفكار تمتلك جاذبية تستطيع من خلالها جذب الأحداث وبالتالي وقوعها فعلا، سواء أكانت خيرا أو شرا، وهو ليس قانونا جديدا، وإنما عرفه ودعا إليه قدماء مصر، وكذلك اليونانيون واستخدموه في حياتهم، وفي القرن العشرين ظهر مفهوم وتعريف ومعنى البرمجة اللغوية العصبية وبذلك أعاد قانون الجذب إلى النور ولقي انتشارا كبيرا بين الناس، ولربما مر الجميع بتجربة التفكير بشيء ما ثم رؤيته في كل مكان مع أنه لم يكن يراه أو يلاحظ وجوده مسبقا كما لو فكر الشخص بنوع سيارة معين ثم أصبح يراها حيثما ذهب.
تطبيق قانون الجذب
يستلزم قانون الجذب التفكير العميق في الأشياء المراد جذبها، ويمكن تقسيم خطواته إلى ثلاثة مراحل، وهي:
- تحديد الهدف المراد، والتفكير به بإيجابية، من خلال التعبير عنه بكلمات وعبارات واضحه ولا تحتوي أدوات النفي أو أي كلمة سلبية، وكذلك استخدام صيغة الحاضر وليس المستقبل، كأن يكون الهدف: أنا رجل غني، وليس أن يكون: لا أريد أن أكون فقيرا.
- تصور حدوث الأمر من خلال تخيل ملامح هذا الهدف ورسم تفاصيله في الذاكرة، والشعور بالسعادة الداخلية جراء حدوثه، فمثلا من يتمنى إنجاب الأطفال عليه أن يتخيل بأن لديه أطفال، وهو الآن يلاعبهم، ويتخيل تفاصيل يومه بوجودهم، كما يفضل كتابة الهدف على ورقة عدة مرات يوميا، بل وينصح بتكرار كتابته واحدا وعشرين مرة في اليوم ولمدة أسبوعين على الأقل، وهي المدة المناسبة التي يرى فيها علماء النفس أنها كافية لاكتساب عادة جديدة.
- الثقة المطلقة بأن هذا الهدف سوف يتحقق.
قانون الجذب والإسلام
يمكن تشبيه قانون الجذب بحسن الظن بالله، فالله عند حسن ظن عبده به، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) ولكن مثل هذا القانون لن يغير قدر الله ومشيئته، قال تعالى: :وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما" (الإنسان:30). مع ذلك فإن الله عز وجل دل عباده إلى الطريق التي من خلالها يحققون ما يريدونه وهي من خلال تحري أوقات الاستجابة والتذلل لله والتضرع له بالدعاء كوقت السحر، وما بين الآذان والإقامة، وفي الجلوس الأخير في الصلاة، وأثناء السجود، وكذلك كثرة الاستغفار والحمد والثناء على الله تعالى، واجتناب المعاصي والآثام، وذلك لن يحقق الهدف المراد وحسب، بل يتسبب في الرزق الواسع في كافة الجوانب، ودرء السوء، فالله تعالى أعلى وأعلم من العبد، وقد يتمنى المرء شيئا ويظنه خيرا ويكون فيه شر كبير.