مُقدّمة
آلة الكمان هي آلة وترية تتكون من أربعة أوتار، وهي تتميّز بصوتها الأكثر حدّة مقارنة مع أفراد عائلتها التشيللو و الفيولا، يكون العزف عليها بقوس ذو انحناء ومشدود عليه بخيوط مكوَّنة من شعر الحصان، وهنالك أنواع من الكمان خيوطها مكونة من جلد القطط .
أوّل آلة كمان في العالم
أوّل آلة كمان صُنعت في القرن السادس عشر في إيطاليا، والذي يؤكد على ذلك الرسومات التي تعود لعام 1530 على يد غودنزو فيراري، وقد كانت آلته تحتوي على ثلاثة أوتار فقط، وقد ظهرت آلة الكمان نتيجة لتطور العديد من الآلات الموسيقية الوترية قبلها من القرن الخامس عشر والسادس عشر منها آلات الربابة والفيلي، فتاريخ هذه الآلات الوترية في أوروبا يعود للبيزنطيين في القرن التاسع، ومنذ اختراع هذه الآلات شهدت عائلة الكمان العديد من التغيرات قبل أن تصل إلى شكلها الحالي الذي نعرفه.
وفي أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر طرأ الكثير من التغيرات على هذه الآلة، فقاموا بتطويل ملعب الأصابع، وقاموا بتعديل العديد من أطرافها لتدعم الأوتارالتي زاد عددها، لإصدار الصوت بشكل اجمل وافضل ومتقن أكثر.
استخدام آلة الكمان
مع مرور الوقت ازدات شهرة هذه الآلة وبدء استخدامها لإنتاج العديد من أنماط الموسيقى المختلفة، وقام عازفو هذه الآلة بتطوير أساليب عزف جديدة مكملة لهذه الأنواع، وأصبح الكمان من الآلات الرئيسة التي تستخدم في عزف الأغاني التقليدية في الموسيقى الإيرلندية، والغجر، والموسيقى المجرية، وتم استخدامها فيما بعد لعزف الموسيقى الريفية الغربية، والبلو، والجاز منذ ظهورها.
آلة الكمان اليوم
في يومنا هذا يعد الكمان من أشهر الآلات الموسيقى في العالم، وقد قامت العديد من المدارس بتعليم العزف على هذه الآلة فأول مدرسة كانت للإيطالي جيمينياني فهو أول من كتب كتاباً يعلم العزف على الكمان، والمدرسة الفرنسية –البلجيكية التي كان تضم أشهر العازفين مثل روديه، وبايو، ومن ثم جاءت المدرسة الروسية التي كانت على مستوى عالٍ جداً بالنسبة للمدارس السابقة، التي لم تستطع منافستها حتى اليوم.
ومع انتشار صيت هذه الآلة انتشرت صناعتها في أنحاء العالم، ومن أهمها الصين التي احتلت المركز الأول في تصنيع هذه الألة وتصديرها فقد قامت بصنع 300000 آلة كمان في عام 2009، وتم تصديرها إلى أمريكا وأوروبا، الكمان الصيني يتميز بقلة ثمنه وكثرة استعماله من قبل المبتدئين، وهذا لا يعني عدم وجود كمنجات صينية جيدة المستوى والصناعة كصناعة الكمان في مدينة شنغهاي الصينية، ونتيجة ذلك تراجعت مبيعاته في الكثير من البلاد المصنعة لها كاليابان.
أشهر عازفي الكمان في العالم
من أمهر عازفي الكمان الذي عرفهم التاريخ نيكولو باجانيني، الذي كانت له قدرة فريدة على العزف الفوردي والارتجال، وأيضاً أندري ريو عازف الكمان الهولندي الذي حقق شهرة كبيرة بسبب إطلاقه لأسطوانة "رقصة الفالس الثانية"، التي لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور في جميع أنحاء العالم، وغيرهم من العازفين العباقرة التي مازالت معزوفاتهم تتردد حتى يومنا هذا.