الفنون هي المعبرات التي استطاع بها الإنسان منذ القدم إظهار مشاعره وأحاسيسه، وتنمية قدراته، فالموسيقى هي الجسر الذي ينقل المشاعر بين الأشخاص، فلا يمكن لأي لغة في العالم نقل الأحاسيس التي تملئ القلوب كالموسيقى، والرسم هو وسيلة التعبير عن الجمال والأفكار والمشاعر عن طريقة اللون والخط، أما السينما فهي وسيلة التعبير عن وجهات النظر والأفكار والمشاعر عن طريق الحركة والموسيقى أو الحوار باستخدام الكاميرا والمؤثرات البصرية والصوتية فهي فن متكامل بامتياز. وهناك فنون ارتبطت بتجميل ما يتعامل مع الإنسان مع يومياً، فالفنون السابقة ابتدعها الإنسان لتنمية الدواخل والمكنونات البشرية والتفاعل النفسي بين مختلف الأجناس البشرية بدون وجود أدنى قواسم المشتركة بينهم.
تطلق تسمية الفنون التطبيقية على الفنون التي تتعلق وتهتم بتجميل كافة ما يتعامل معه الإنسان يومياً من ماديات ومحسوسات، فتطوير الأشكال الهندسي ودمجها معاً لإنتاج قلادة مثلاً يعد فناً تطبيقياً.
تتنوع الفنون التطبيقية وتتعد أشكالها وأهدافها، فمن أهداف الفنون التطبيقية تجميل المساكن، و تجميل الزينة، وتجميل الملابس، وتجميل الأدوات، وغيرها. أما بالنسبة للأنواع فمنها الجرافيك والزخارف وصناعة المجوهرات والنسيج والإعلانات والتصوير والأزياء والديكور والعمارة وغيرها من الأنواع المتعددة للفنون التطبيقية.
أما الفنون الجميلة فهي الفنون التي لا يمكن تذوقها واستعشارها إلا عن طريق الإحساس بها والتفاعل معها ومع نفسية مبتكرها ومجملها حينما أبدعها.
السينما والمسرح والدراما التلفزيونية نقاط تلاقي الفنون التطبيقية بالفنون الجميلة ....
يعتبر ثلاثي السينما والمسرح والدراما والتلفزيونية، النقاط التي تتلاقها فيها الإبداعات الناتجة من الفنون التطبيقية بإبداعات الفنون الجميلة، حيث أن هذا الثلاثي وسيلة التعبير عن وجهات النظر وعن الأفكار التي تجتاح عقل المؤلف وعن رؤية المخرج للموقف وتصوره له، وإلى حد ما تعبر عن وجهة نظر الممثل في حال تحييدنا للعنصر المادي الذي يتلفاه نظير مشاركته في هذه الأعمال، ولنجاح التجارب السينمائية والمسرحية والتلفزيونية يلزم تكامل العناصر الفنية جميعها كالقدرات التمثيلية، والقدرة على تأليف الموسيقى التي تتلائم مع المشاهد، التي تستطيع إيصال المشاعر التي تجتاح هذه المشاهد إلى المتلقي، بالإضافة إلى الأزياء والديكورات والتصميميات المعمارية والمنسوجات وغيرها من الأنواع التطبيقية للفنون، حيث تلعب هذه العناصر دوراً في تعميق الفكرة المتوخاة من المشاهد فهي تعطي انطباعاً للمتلقي والمشاهد عن طبيعة الأجواء التي يعيش فيها أبطال العمل، حيث تشكل هذه العناصر والفنون جزئاً كبيراً من ميزانية الأعمال، وأي خللٍ فيها يسبب الخلل الكبير في الهدف من المشهد، لذلك يجب الاعتناء بها إلى أقصى حد، حتى وإن كانت الميزانية متواضعة.