يفكّر العديد من الأشخاص في كتابة مذكراتهم من أجل ما هى اسباب عظمت أهميتها أو قلّت ، وكتابة المذكرات تعتبر أحد التعبيرات عن صفة قديمة من الصفات البشرية ، وهي السعي نحو تخليد الذات ، وتتجلى تلك الصفة في الكتابات والآثار التي تركتها الحضارات القديمة والتي تتحدث عن الأشخاص وتمجدهم ، خاصة الحكام ، حتى أن العديد من البشر في العصور الحديثة وفي قطاعات واسعة من المجتمعات العربية يلجأون إلى الزواج والإنجاب فقط من أجل ترك أثر في الدنيا وشخص يحمل اسمه وينتسب إليه . ويمكن اعتبار تلك الغاية محمودة طالما كانت دافع من أجل بذل الجهد وترك أثر جيّد . ومن هنا يمكن القول بأن كتابة المذكرات يمكن لأي شخص البدء في كتابتها ، ولكن على المستوى الأدبي سوف تعرّف باليوميات .
المذكرات هي كتابة أحداث فترة معينة من حياة المرء تحمل أهمية وفائدة كبيرة بالنسبة إلى المجتمع أو العالم ، أو تحكي تجربة محددة فيها من المغامرة والعبرة والفائدة ما يرى الكاتب أن تدوينه مهم من أجل الأجيال اللاحقة . وعلى هذا فإن المذكرات لا تحكي قصة حياة الإنسان ، ويفعل هذا السيرة الذاتية ، وهي التي يدون فيها الشخص قصة حياته حتى فترة معينة ، وتكون من أجل أهمية وفائدة التجربة أيضاً .
و لكي يكتب الشخص مذكراته يفضّل أن يفعل ذلك في وقت متقدم من العمر ، بعد سن التقاعد على سبيل المثال ، وذلك لكي تكون التجربة الحياتية ناضجة ومكتملة . وعليه أن يختار نوع الكتابة الذي سيقوم به بشكل محدد ، فإن كان سيتحدث عن قصة حياته منذ الطفولة ، فهي سيرة ذاتية ، وسوف يعتمد الكاتب في تلك الحالة على الذكريات والصور القديمة التي قد يريد نشرها ضمن الكتاب . أما إن كان ينوي كتابة المذكرات ، فعليه أن يتأكد من أن الأحداث التي سوف يقوم بروايتها من وجهة نظره حقيقية ويجب أن يعتمد الموضوعية أثناء الكتابة ، وإيراد الوثائق التي تؤكد كلامه إن وجدت ، وذلك للأهمية وفائدة التاريخية لمثل تلك الكتب . أما كتابة اليوميات فيمكن أن يبدأ فيها الشخص من أي وقت وفي اى سن ، وتعمد على تدوين ما حدث أثناء اليوم وكتابة الخواطر والأفكار ، ولا تكون الكتابة اليومية طويلة ، بل مجرد عدة فقرات لتلخيص اليوم .