الكتابة الأدبية الحديثة تلاقي رواجاً واسعاً بين الملايين من القراء حول العالم ، وقد تحولت الكتابة في أغلب اللغات من الشعر إلى النثر ومن ثم الرواية بسبب انتشار ذلك اللون الأدبي وشيوعه ابتداء من أروبا في القرن التاسع عشر ، وهو ما يعد مهد الرواية الحديثة . فبعد أن كانت الأدب القديم يكتب شعراً ، ومن ثم تطور إلى المسرح الشعري والمسرح النثري ، ظهرت الرواية ولمع نجمها ، وفي الوقت نفسه قل الإقبال على الألوان الأدبية الأخرى ، رغم استمرار وجود العديد من القراء الذين يهتمون بالشعر والمسرح والقصص القصيرة . وقد صاحب انتشار الرواية وصعودها تاريخياً المرحلة الصناعية واتجاه العالم إلى العمل الكثيف ، فأصبحت الذائقة تتجه إلى القراءة النثرية السريعة والحكايات الطويلة ، بعد ان كان الشعر هو المسيطر في المجتمعات التي تحمل طابع اقتصادي زراعي أو رعوي .
و كتابة الرواية بشكلها الحديث يحتاج من الكاتب أن يتمتع بالعديد من المهارات ، أيضاً القدرة على التنظيم وترتيب الأفكار ، إلى جانب العمل المتواصل والدؤوب من أجل انجاز المنتج النهائي ، ولا ننسى أن الرواية تحتاج في المقام الأول إلى خيال واسع وبال رائق من أجل انتاج افكار جديدة وتعبيرات ومشاهد يمكن أن يعيشها القارئ .
و لكتابة رواية يجب على المتصدي لمثل هذا العمل أن يدرك أنه لا يوجد نموذج محدد للكتابة في الرواية أو الإبداع بشكل عام ، وإنما هناك بعض الخوط العريضة التي يجب أن يحافظ عليها في المرحلة الأولى من الكتابة ، إلى أن يصل إلى مرحلة الإحتراف ويستطيع أن يتجاوز تلك الخطوط وهو على درجة من الوعي بقواعد الكتابة تسمح له بالتجديد في تقنيات الكتابة نفسها ، ومن أهم ما يجب أن يتحلى به الكاتب من مهارات ، مهارة التعبير عن الأفكار ، وهي مهارة تحتاج إلى الكثير من المجهود والتدريب ، حيث أن التعبير عن الأفكار ووصف المشاهد من الأشياء الصعبة والتي تحتاج إلى قدرة لغوية عالية ، ولذا على الكاتب أن يكون قرّاء ولا يتوقف عن القراءة في اى يوم .
و إذا استطاع الكاتب تحديد فكرة عامة للرواية وشخصيات أساسية وخط عام لكل شخصية تسير عليه ، يمكنه أن يبدأ في العمل فوراً ولكن مع الكثير من الحذر حتى لا يفقد الفكرة الأساسية أثناء عملية الكتابة .