ظلّت المقولة اليونانية "العقل السليم في الجسم السليم" تتردد عبر العصور من جيل إلى جيل إعتقاداً أنه لو كان الجسم سليماً لأصبح العقل سليماً، وإن ما أثبتته الدراسات بعد ذلك أن تلك المقولة خاطئة، حيث لا علاقة لصحة الجسم بصحة العقل فمن الممكن أن يكون الجسم ضعيفاً هرماً ويكون العقل ناضجاً بكامل قواه.
إن ما يمكن إعتباره صحيحاً هو أنّ "الجسم السليم في العقل السليم"، فالمخ البشري عبارة عن عضلات لا تتوقف عن العمل وإن كان التفكير سليماً فيكون جسم الإنسان سليم، فالعقل يتحكم ويشعر بالجسم، وفي عصر التقدم والمصارعات أصبحت تقوية وتنمية عضلات الجسم مهمة ويتبعها الكثير من الشباب للحصول على جسم قوي سليم قادر على استخدام القوة في الحياة العامة، أيضاً مع وجود ورواج ما يسمى بعالم "الجيم" أو نوادي اللياقة البدنية ورفع الأثقال، أصبح هناك أساليب متبعة للحصول على الجسم المطلوب وتقوية وتنمية عضلاته.
وتعتبر التغذية السليمة عاملاً مهماً في تكبير عضلات الجسم، بتخفيف الدهون، وبممارسة الرياضة، مع العلم أنه لا يكفي ممارسة الرياضة دون الغذاء الصحي السليم، فيحدث اختلال في أعضاء الجسم واضطرابات تعطل عمل بعض الأخرى، ومن الأغذية التي هي مصدر الطاقة الحقيقي للجسم "الكربوهيدرات"، حيث إنّ قرابة 50% من السعرات الحرارية مطلوبة يومياً بغض النظر عن اختلاف الجسوم والكمية المطلوبة.
أيضاً الألياف المفيدة للجسم بالرغم من أنها غير قابلة للهضم، وهو السائد والمعروف، أما وجودها في عالم العلوم فهي مقسمة إلى ألياف قابلة الذوبان وألياف غير قابلة للذوبان، كما تعد البروتينات التي تعتبر بناء الجسم المهم، فيما تلعب الدهون دوراً مهماً في عالم بناء الأجسام لكن لا يحبذ الافراط في استعمالها لما لها من أضرار صحية خطيرة فقط يمكن الأكل من 20- 25 %، فيما تعد الفيتامينات والماء مهمة بشكل كبير.
نصيحة ذهبية قبل الجلسة التدريبية بساعة تناول بضعة أكواب مياه، وأثناء التمارين الرياضية تناول كل 15 دقيقة كوب ماء، وحاول ألا تصل مرحلة العطش خلال التدريب.
أما إذا كنت من غير الراغبين في الالتحاق بنادٍ للياقة البدنية وتقوية وتنمية العضلات، فلا بأس، هناك العديد من التمارين المنزلية التي تقوية وتنمية عضلات الجسم، وتمنح الإنسان جسم رشيقاً وقواماً ممشوقاً، فمثلاً الصعود والنزول على الدرج كرياضة يقوي العضلات، وبعض الدراسات ساوت بينه وبين المشي والهرولة، وأكدوا تقويتها للقلب وعضلات القدمين والذراع.
تمارين الكرة المنزلية مفيدة في هذا السياق أيضاً، فلو وقفت مباعداً بين قدميك ممسكاً بكرة، مع البدء بالجلوس والقيام، فإن ذلك يقوي عضلات الظهر على وجه التحديد وعضلات الذراعين والقدمين بشكل عام، أو إذا قمت بالجلوس أرضاً على جنبك، وثنيت قدميك، ثم أمسكت الكرة وضممتها باتجاه صدرك وأبعدتها، مع التكرار فأنت تقوي بذلك عضلات صدرك.
كما يمكنك تقوية وتنمية عضلات اليدين من خلال رفع بعض الأثقال أو الأوزان الخفيفة، وليس بالضرورة أن تكون بذات الهيئة المستخدمة في الجيم، فالمهم هو الوزن، قف مستقيماً ومد يديك للأمام، ثم بعد ذلك ابدأ برفع بعض الأوزان، تدريجياً قم بزيادة الأوزان لتساهم بشد جسمك وتقوية وتنمية بقية عضلاته.