اسبانيا هي إحد أعرق الدول الأوروبية الغنية بحضارتها المتنوعة و الذاخرة بالجماليات التي مازالت موجودة آثارها في جميع أنحاء الدولة ، و قد كان للدولة الإسلامية العربية في منطقة الأندلس ، و التي ضمت اسبانيا و البرتغال ، فضلاً لا يمكن إنكاره في تطوير تلك المنطقة و نشر الحشارة و التمدن منها إلى جميع أنحاء أوروبا ، حيث انتقلت الأفكار الحديثة في الفلسفة و الطب و الرياضيات و الفلك و غيرها من العلوم من تلك المنطقة إلى جميع أنحاء أوروبا . و عاصمة إسبانيا حالياً هي مدينة مدريد ، و هي أكبر المدن الإسبانية و ثالث أكبر العواصم الأوروبية ، و من مدريد يتم حكم الدولة الإسبانية عن طريق العائلة المالكة التي تستقر هناك ، و يوجد بها كذلك مقر الحكومة الرئيسي . و مدريد من المدن الشهيرة على مستوى العالم نظراً لشعبيتها على العديد من المستويات ، أول ما هى اسباب تلك الشعبية وجود النادي الملكي الأسباني ريال مدريد الذي يعد أحد أهم الفرق الكروية على مستوى العالم . بالإضافة إلى ما تتمتع به المدينة من شهرة سياحية عالمية تجعلها تستضيف سنوياً ما يزيد عن الخمسة ملايين سائح نظرا لوجود العديد من المتاحف بها و المزارات الأثرية من مختلف العصور الوسطى العربية و الأوروبية .
إن ما ذكرناه عن العاصمة الأسبانية مدريد جعل من سكانها يعيشون في حالة من الرفاهية الإقتصادية بشكل أكبر كثيراً من مثيلاتها من المدن ، و حدث تعاظم لحجم السوق في مدينة مدريد و أصبحت أهم المدن المالية و التجارية في شبه جزيرة أيبيريا ، فجمعت بذلك بين الحداثة و التطور المالي و التجاري الكبير ، و العراقة و الطابع الأندلسي المميز . حيث تقع مدريد في المنطقة التي عرفت قديماً إبان الحكم العربي للأندلس بإسم قشتالة ، و بالقرب منها عاصمة مملكة قششتالة القديمة و هي مدينة طليطلة . لذا تجد في شوارع مدريد الطابع الأندلسي ، و العديد من الأحياء القديمة ذات الطابع الأثري .
و لا يجب أن تفوتنا ملاحظة أن مدريد تم بناؤها في الأساس على أيدي العرب المسلمون ، حيث كانت نقطة إنطلاق لشن حملات على الممالك المسيحية الواقعة في شمال قرطبة ، و قد شيد أمير قرطبة قصراً صغيراً هناك لذلك الغرض ، و قد أصبح موضع هذا مقر العائلة المالكة الإسبانية في العصر الحديث ، بعد أن تم هدمه و بناء قصر كبير .