مقدمة
تُعتبر سلطنة عمان دولة من اجمل وافضل الدول العربية، ذات الطبيعة الخلابة والتي استغلها أهلها احسن وأفضل استغلال، فدبلجت براعة أنامل الأيدي العاملة وبراعة المهندسين فقاموا بدمج المناظر الطبيعة بالتكنولوجيا الحديثة وسخروها لتريح كل من رأى المعالم الرائعة في هذه الدولة، وحديثنا في هذا المقال محصور حول عاصمة هذه الدولة الجميلة، وهي محافظة مسقط التي تمتاز بموقع جغرافي مميز، وتاريخاٌ عريقاٌ، وكتاباٌ حضارياٌ يمكنك أن تقرأه حين تنظر في معالم هذه المحافظة بشتى ولاياتها، فتعرف على ما هى مدينة مسقط؟ ومتى أصبحت عاصمة للدولة؟ وهل أثر ذلك سلباٌ أم إيجاباٌ في صالح الدولة؟
في الحديث عن الموقع الجغرافي، فمحافظة مسقط تقع على الخليج المعروف "خليج عمان" وتتمركز المدينة بين خليج عمان وجبال الحجر الشرقي، وجنوباً من ساحل الباطنة المعروف، ومن ناحية اقتصادية فتسمى المدينة " مدينة المال" حيت تعتبر مركز النشاط المالي في الدولة فيتمركز بها جميع السكان وهم منشغلون بالدرجة الأولى بالعمل، فلها الأثر والعامل المهم في إحياء وازدهار الدولة.
مسقط بين أيدي التاريخ
أًطلق على المحافظة مسقط العاصمة سنة 1960، حيث كان تضم في تلك الفترة كل من التالي: مسقط المدينة، قرية سداب، فنتب، يتي، حرامل، وقرية السيفة، أما الولايات المتبقية فقد كان على كل منها والياٌ يدير شؤونها ويعني بها. وقد حظي السيد شهاب بن فيصل بأن تم تعيينه أول محافظ للعاصمة، أما من ناحية التسمية فقد ظل اسمها "العاصمة" حتى أن صدر قرار المرسوم السلطاني بتحويل الاسم إلى المحافظة "مسقط" لما لهذا الاسم دلالة تاريخية لدى أبناء الدولة، فقد صدر هذا القرار عام 1988 ومنذ ذاك الحين ظل يطلق عليها المحافظة او المدينة مسقط حتى يومنا هذا، وبهذا فقد حفظ لها مكانتها التاريخية وحضارتها العمرانية التي امتازت بها.
وقد تم تقسيم المدينة إلى ولايات ليسهل إدارتها بشكل ممتاز، حيث ضمت الدولة الولايات التالية:
- الولاية مسقط.
- الولاية مطرح.
- الولاية السيب.
- الولاية بوشر.
- الولاية العامرات.
- الولاية قريات.
مسقط وعدد السكان
هناك العديد من الإحصائيات لأعداد السكان في الدولة بشكل عام ولكن في الغالب تكون نسبة السكان في محافظة مسقط مقارنة بالمحافظات الأخرى عالية جداٌ، فحسب إحصائية عام 2005 كانت مجمل عدد السكان في الدولة ما يقارب 2 مليون ونصف نسمة، وكان عدد سكان محافظة مسقط وحدها ما يقارب 700 ألف مواطن، أي ما يشكل نسبة 30% من مجمل السكان، وحسب إحصائية 2009 وصل عدد سكان مدينة مسقط إلى 977 ألف أي كمية تؤول إلى المليون نسمة، ويعود هذا للحيوية الموجودة في المدينة ومعالمها الحضارية، والأهمية وفائدة والمجال المتاح لجميع السكان، من مجال اقتصادي واجتماعي، ولا يمكن الغفلة عن الحضارة الطبيعية التي تسطر تاريخاٌ لهذه المحافظة.
الولايات الست المكونة للمحافظة
ولاية مسقط
في الحديث عن الموقع للولاية فنجدها بالدرجة الأولى واقعة على بحر عمان ممتداٌ من (بندر ناجي) الواقع شمال الولاية مطرح، والواقعة بين قريتي مطرح وريام وتمتد معالمها وصولاٌ للسيفة، وحسب الإحصائية للعام 2010 فقد تم حصر التعداد السكاني لهذه الولاية فكان عدد السكان آنذاك حوالي 27 ألف مواطن.
أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم فهي شائعة عند أهل الدولة باسم "مسقط" لأنها واقعة أي ساقطة بين سلاسل من الجبال، هذا من ناحية الاسم العربي، اما عند الغرب لها تسمية مختلفة فهم يسمونها مسكت، ويعود سبب تسميتهم بها نسبة إلى المسك أي الطيب لما لها من معالم حضارية خلابة وتضع لمستها في النفوس كما يضعها المسك.
ومن المعالم التي يفتخر بها أهل الولاية: * بيت جريــــــزة. * بيت فرنســــــــــا. * بيت مغــــــــــــب. * بيت السيد نـــادر. * بيت الخارجيــــة. * بيت الــــزبــــــــير. * باب المثاعيب. * الباب الكبير. * لباب الصغير.
ومن المعالم الحضارية الراقية:
- القرى: مثل قرى السفة، الخيران، ويتي، حيث تعتبر من اجمل وافضل المواقع السياحية في الولاية فيهل عليها الزائرون لروعة شواطئها الخلابة.
- قصر العلم العامر.
- المتاحف: ومن أهم هذه المتاحف وأشهرها، المتحف العماني، الفرنسي، متحف بوابة مسقط، ومتحف بيت الزبير.
- المرافق السياحية والوزارات والمؤسسات الحكومية.
ولاية مطرح
بالنسبة لموقع الولاية الجغرافي: يحدها من الشرق حلة مطيرح، وغرباٌ نهاية مدينة القرم، ومن الشمال بحر عمان، وجنوباٌ نهاية حلة وادي عدي، أما عن عدد السكان والكثافة فقد كان عدد سكانها ما يقرب 150 ألف مواطن عام 2010.وسميت هذه الولاية بهذا الاسم لتدل على نفسها، فهي عبارة عن مرسى البضائع والسفن، فقد تم اشتقاق الاسم من الأصل طرح بمعنى طرح البضائع عند مرقد السفن فسميت على هذا النحو.
أما مكانتها الحضارية فقد أطلق عليها بعض المؤرخون أنها توأم الولاية مسقط؛ لما لها من أهمية وفائدة اقتصادية عالية، فيهي كما ذكرنا في التسمية، عبارة عن ميناء عامر لجميع البضائع، ومغذي لحركة البيع والشراء في الأسواق، كما وساهمت في تطوير هذا النشاط من خلال تبادل البضائع مع الدول المجاورة وغير المجاورة ونشر الثقافات، واكتساب ثقافات الشعوب الأخرى، كما وقد عرف عن هذه الولاية حرفة الزراعة في القدم لما لها من وديان مثل: وادي عدي والوادي الكبير.
ومن المعالم التي تحتويها هذه الولاية : * القلاع: ومن هذه القلاع قلعة مطرح الشامخة، قلعة بيت الفلج. * الأبراج الشامخة المنتشرة في الولاية. * الأسوار القديمة: ومنها سور روي وسور مطرح القديم. * المباني القديمة التي ترسم صورة رائعة لبراعة الهندسة المعمارية وقدرات المهندسين فيها. * سوق مطرح الشعبي.
ولاية بوشر
تبدأ ولاية بوشر من آخر حدود ولاية مطرح شرقاً إلى مطار مسقط الدولي غرباً، ومن الشمال يحدها بحر عمان، وجنوباٌ يحدها المسفاة الغربية، أما عن السكان فقد بلغ عدد سكان حوالي 190 ألف مواطن في العام 2010، وعن التسمية فقد ذكر المؤرخون أنها قد سميت إثر الخلافات والاضطرابات التي كانت تسود المنطقة في تلك العصور، والولاية ذات تاريخ مشرف، حيث اعتبرها التاريخ مسرحاُ لكثير من الاحداث التاريخية، حيث قد سطرت عليها المعارك والبطولات وعلى أرضها.
المعالم التي تشتهر بها الولاية:
- البيت الكبير ويسمى أيضاٌ بيت المقحم.
- حصن وقلعة الفتح.
- حي الوزارات: الذي يضم العديد من المؤسسات الحكومية.
- المتاحف: كمتحف التاريخ الطبيعي، متحف الطفل، والمتحف العماني.
- مدينة الإعلام ومجمع السلطان.
- جامع السلطان قابوس الأكب.
- المتنزهات التي تقدم الخدمات الراقية للزوار.
ولاية السيب
الموقع الجغرافي: يحدها من الشرق ولاية بوشر، وشمالاٌ بحر عمان، ويحدها من الغرب ولاية بركاء، وجنوباٌ يحدها ولاية بدبد، أما عن السكان فقد بلغ عددهم عام 2010 حوالي 300 ألف مواطن، وهي بهذا تحوي اكبر عدد سكان، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى انسياب المياه الجاري فيها، وهي إشارة إلى العطاء والبذل من قبل الولاية، ومن ناحية أخرى دلالة على الجمال والبهاء، ولها العديد من انجازات النهضة لسنا بصدد ذكرها ولكن كان لها الأثر في التوسع العمراني وتعزيز الدخل القومي.ومن المعالم الموجودة فيها:
- الشواطئ والوديان: ومنها شاطئ الحيل، وادي الخوض، وشاطئ السيب.
- حدائق الصحوة.
- المحميات الطبيعية مثل الجزر الخمس في الولاية.
ولاية العامرات
موقعها: يحدها من الشمال ولاية مطرح، ومن الغرب ولاية بوشر، ومن الشرق ولاية مسقط، ومن الجنوب ولاية دماء والطائيين، أما سكانها فقد فهم حوالي 58 ألف حسب إحصائية عام 2010، وللولاية العديد من الأسماء مثل: المتهدمات والفتح، ولكن المعروفة به هو العامرات، ولازالت معروفة به حتى الآن.
المعالم التي تحويها الولاية جامعة بين القديم والحديث مثل:
- البيوت القديمة والسواقي الأثرية القديمة.
- حصن بعي وبرج الرجيع وبرج المنظريه.
- المساجد : ومنها مسجد الخفيجي الاثري، مسجد المدام، مسجد الحارة، مسجد الغافات، مسجد الحدري، ومسجد العريش.
- الجبال العالية والبساتين الخلابة والأفلاج.
ولاية قريات
الموقع: يحد الولاية من الشمال ولاية مسقط، يحدها من الجنوب الشرقي ولاية صور، ومن الجنوب الغربي ولاية دماء والطائيين، ويحها من الغرب ولاية العامرات، وبلغ عدد سكان الولاية عام 2010 تقريبا 45 ألف مواطن، أما عن تسميتها بهذا الاسم لاحتوائها على عدد كبير من القرى وأحياء سكنية، ومن ناحية تشكل القريات مصباٌ للمياه فقد يعود التسمية لهذا السبب أيضاٌ.
المعالم والتضاريس المتنوعة للولاية:
- السهول والجبال المميزة.
- الشواطئ والوديان المنتشرة في الولاية.
- القلاع والحصون: ومنها حصن قريات، حصن الساحل، حصن المسفاة، وحصن الملك.
- الأبراج: ومن هذه الأبراج برج الصيرة، وبرج جبل خرموه.
ونخلص من هذا المقال، للوصول إلى أن محافظة أو مدينة مسقط هي مدينة ذات معالم حضارية خلابة وهذا يجعلها الأهم بين محافظات الدولة، وهو سبب يجعلها مواكبة لاختلاط الثقافات، وازدهار الحركة الاقتصادية فيها، وكما يقال أن غذاء العين هو الطبيعة، وتتلخص الطبيعة في المعالم الحضارية بشكل عام، وببراعة اللمسة المعمارية المضافة للطبيعة، ونجد هذا بوضوح في العاصمة مسقط.
