في كثير من الأحيان ، نشعر بأن الدنيا قد ضاقت علينا بما رحبت ، فظلم هناك ، وقذف هناك ، ونحن لا نستطيع أن نأخذ حقوقنا ، فنلجأ في أغلب الأوقات الى البكاء ، والكبت ، والانطواء ، لآن شعور الظلم من أسوأ المشاعر التي قد يشعر بها الانسان ، ولكن كيف نستطيع أخذ حقنا ممن ظلمنا ، وهل يجوز لنا أن نظلم من ظلمنا ؟؟
الحقيقة أن الله أعطانا كامل الحق ، لنأخذ حقوقنا بأيدينا ، ولكن ذلك سيؤدي الى حياة أشبه بالغاب ، فسن لنا القوانين ، وشرع القصاص ، لكي نأخذ حقوقنا من خلالها .
الدعاء :
فكلمة حسبي الله ونعم الوكيل ، تعني أنك وكلت أمرك للحي الذي لا ينام ، وللقيوم الذي لم يقبل الظلم على نفسه ، وحرمها على عباده ، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، فادع الله ، وانتظر أن يأخذ الله حقك بنفسه ، لآنه وعد عباده فقال ، وعزتي وجلالتي لانصرنك ولو بعد حين ، فاجعل الدعاء رفيق قلبك ، ولا تنتظر النصرة من العباد ، واجعل قلبك خاشعا لله .
اللجوء لولي الأمر منكم :
فان كان ظلمك كبيراً ، ولا تستطع أن يأخذ الله بحقك ، يمكنك أن تلجأ إلى ولي أمرك ، وتخبره بما حدث معك ، واجعله يحضر من ظلمك ، وليعترف أمامه بظلمك ، ثم اطلب ماتريد منه ، لكي تشعر بالراحة ، فان رفض فعلى ولي الأمر اتخاذ الاجراءات اللازمة ، أما ان وافق فعليك أن تبدأ بمسامحته على فعلته ، وتستغفر الله له ولك .
الجأ للقضاء :
فإن كانت مشكلتك تتعلق بأمنك وأمانك واستقرارك ، فلجأ الى القانون لكي يحميك ، ويوفر لك كل الامكانيات اللازمة لتخطي المشكلة ، ويمسك المعتدي عليك ، ويعطيه العقاب الذي يستحق .
اياك أن تقابل الظلم بالظلم :
فان جاءك من ظلمك ، وطلب منك السماح ، فاعف ، واصفح ، فالله تعالى سيجعل أجرك في الدنيا والأخرة ، وسيمكنك في الأرض خير تمكين ، أما ان لم ترض بالصفح ، فهذا حقك أيضا خاصة ان كان الظلم عميقا ، فيمكنك أن تصرفه ، ولكن بدون الحاق أي أذى به ، واترك الأمر لأولي الأمر .
وأخيرا :
فان أعظم الظلم ، هو ذاك الظلم الذي يمس شرف الفتاة وسمعتها ، ويجعلها تمشي في الأرض ، منزلة رأسها ، خاشية أن يلق أحدهم اللوم عليها ، فان هذا الظلم لا يمكن أن يغترف ، وعده الله من الكبائر ، التي تدخل صاحبها النار ، فالفتاة التي تلوث سمعتها ، لا يمكنها أن ترجعها كما كانت ، خاصة في المجتمعات العربية .