الحقد هي صفة سيئة جداً ، حرص الإسلام على أن نزيلها تماماً من القلب كي يعمر ، و هو مرض قد يدفعك إلى ارتكاب المعاصي و الغيبة و النميمة و يكون سبب في دخولك النار ، و غير ذلك من الحسنات التي تعطيها للشخص الذي تحقد عليه ، و لم بالأصل تحقد عليه ؟ ، قد تقول لأنه أذاني أو قام بسبي أو قام بإحراجي ، و الأسوأ أن تقول لا أعلم فالمحبة من عند الله و أنا لا أحبه و تلك هي أسوئها ، اتعلم إن كان قد أذاك او سبك و أحرجك فلقد كان بإمكانك أن تعمل بدينك و لا تردها له إلا بالكلام الحسن ، كان بإمكانك أن تقول له الله وحده من سيرد عليك و تتركه و تذهب ، و بالتأكيد بعد فترة قليلة ستجده يرجع ليتكلم معك و يعتذر منك و قد تعودان كما كنتم او تصبحان أصدقاء ، أرأيت كم هي سهلة ! ، لم نجعل الحقد يملا قلوبنا ! ، ألسنا نحب السلام ، او أننا نضع الخطى دائما على من هو أمامنا ، لم لا نسمع من بعضنا ! ، لم نفضل الكلام دائما على السماع للآخرين ؟ ، الدنيا فانية لم نضيعها في الشتائم و الحقد و الكره لهذا و هذا ، دعونا نترك الفرص للآخرين ، دعونا نسمع كلام بعضنا ، الاختلاف على رأي لا يعني بان ذلك الشخص الذي أمامك ليس جيدا ، بل هو اختلاف فقط و لا يفسد للود أي قضية ، و عليك أن لا تحقد على احد إن سمعته يقول عنك كلام سيئا بل بالعكس حبه أكثر مما تحب من يحبونك ، فالذين يحبونك يدعوا لك و لكنك لن تكسب منهم حسنات بقدر ما يعطيك إياهم من يكرهك عندما يتكلم عنك و يغتابك ، و اسمع النصيحة إن قام أحد
بنصحك فهو بذلك قد اظهر محبته لك و كم انه مهتم لأمرك و هو لا يريد أن يحرجك او يضايقك بل أراد منك أن تتغير للاحسن وأفضل ، لنجعل الحقد يزول من تلك القلوب ، دعونا نحب بعضنا ، دعونا نسمع من بعض ، اجعلوا الاختلاف شيء طبيعي و لا تجعلوه سببا للحقد ، خذ المواضيع ببساطة ، لا تالبحث عن الخطى بل االبحث عن الهدف ، و اجعل من دينك أخلاقك ، فالحقد ليس له مكانا بين المتحابين و بين الأقارب و الزملاء ، اجعل لسانك عطرا بذكر الله و الكلام الحسن و أخلاقك حتى لا يحقدوا عليك أي احد في هذه الدنيا ، تقرب من الجميع و ابتعد عن الغل ، لا تتمنى الشر لأحد و لا تبغض و لا تتمنى زوال نعمة احد فتندم بعد فوات الأوان و تجد نفسك محاط بعذاب اليم من الله ، و كيف لنا ان نجعل القلب يحقد و هو ليس بملك لنا بل بملك الله الذي لا يود ان يرى الحقد ابداً .