منذ أن كنّا في بطون أمّهاتنا بدأ العدّاد بالعمل يوماً بعد يوم من الترقّب المستمر لتسعة أشهر يمر كل شهر تلو اخر ضمن معاناة عظيمة للأم ، وحينما نصل إلى الشهر التّاسع ويأتي الميعاد نخرج لهذا العالم ليسجّل لنا يومنا الأوّل على هذه الحياة فنصفر العداد من جديد ونبدأ عداداً جديداً ما إن توقف تتوقف معه حياتنا ، ومن هذ العدّاد نعرف كم بلغنا من العمر سنة تلو أخرى يزداد الرقم على هذا العداد ومن هنا يطلق السؤال هل هكذا نحدّد عمرنا؟
تختلف الفلسفة في طرح مفهوم وتعريف ومعنى محدّد للعمر فكتعرف ما هو معروف عند أغلب النّاس حينما تسألهم عن أعمارهم يقيسونها تبعاً للأيام التي أمضوها منذ ولادتهم ولكن البعض الآخر يرى مفهوماً آخر للعمر حيث تم قياس العمر تبعاً بثلاث طرق ووسائل وقسمت إلى ما يلي العمر الفعلي والعمر العقلي والعمر الجسدي "الصحي للجسم " وسيتم بيان كل نوع مما سبق فيما يلي .
العمر الحقيقي :الفعلي وهو العمر الذي يتحدّد بمرور الأيّام والسنوات وهو الجواب المعتاد حين نسأل عن أعمارنا ، ونزداد سنة كلّما مر يوم ميلادنا من جديد وهو عبارة عن تاريخ اليوم الحالي منقوص منه تاريخ ميلاد الشخص وبذلك يكون الناتج العمر الفعلي والحقيقي لشخص .
العمر العقلي : وهو يعتمد على التّجارب التي خاضها الفرد والخبرة التي أتيح له اكتسابها وتستند على طريقة تفكيره بالأمور وحكمته في الإختيار فأحياناً نرى شاباً في مراحل النّضج الأولى مع ذلك يستطيع بعقله وخبرته تسيير الأمور احسن وأفضل ممن يتجاوزونه عمراً وهنا نستطيع القول أنّ هذا الشاب لديه نضوج عقلي في ناحية محدّدة تتجاوز من هم في عمره فالمسؤوليّة المسنودة للفرد والبيئة التي يعيش ضمنها بما يشمل الجانب الدّيني والإجتماعي والعلمي ينعكس على أسلوبه العملي حيث يتأثر الفرد بما يتلقى تأثيراً ينعكس على نضوج العقل وقدرة الفرد على التّعامل مع مختلف الأمور .
العمر الجسدي : الحالة الصحيّة للجسد عبارة عن عمر حيث يتم التّعبير عن حالة الجسد استناداً لحالته الصحيّة وهذا العمر قد بختلف من جزء لآخر فمثلأ أحياناً وعند قيام الفرد بمراجعة طبيب الأسنان وعلى فرض أنّ هذا الإنسان له من العمر الفعلي 52 عاماً وعند فحصه لأسنانه تبيّن لطبيب أن أسنانه بحالة ممتازة وقد تم الإعتناء بها بطريقة صحيّة وسليمة فيقول الطبيب أنّ أسنانك في حالة ممتازة وهي لا تزال بعمر 20 فهنا نقول بأن أسنان الرجل ذا 52 لا تزال بعمر العشرين وهذا أيضاً يينطبق على الأفراد المدخنين وغيرهم ونسبة الصحة في أجسادهم حيث تبدوا الحالة الصحيّة للمدخنين بأنّ أجسادهم تتجاوز عمر من هم في سنهم وكذلك عند الفحص القيام بفحص القلب وغيره من أعضاء الجسم . ولذلك ينصح بالمحافظة على عمر جسدي أقل من العمر الفعلي أو مساو له ولا نكون في حالة صحية متدهورة .
إنّ عمرنا الجسدي يتم معرفته عن طريق الفحوص الطبيّة ولمعرفة العمر العقلي هناك الكثير من الاختبارات المتوفرة على الانترنت وفي الكتب ويختلف مستوى دقتها حسب المصدر المأخوذة منه وأما بالنسبة لعمرنا الفعلي فهو العمر الذي يسهل حسابه حيث تزداد سنة كلّما مر يوم ميلادك . بارك الله أعماركم وجعل الصحّة رفيق دربكم .