كلنا يرغب بالنجاح والتفوق والتقدير والسمو. وهنالك الكثيرون يحاولون ذلك بشتى الطرق، ولكن هنالك بعض المنغصات والمعيقات التي تحد من هذا الأمر السامي، ولعل أبرزها هو التشتت الذي يؤدي إلى ضعف التركيز. فأهمية وفائدة التركيز لا تعتمد على صعوبة أو سهولة المسألة، فأي شيء يحتاج منا لتركيز عال.
كتابة مقال، أو دراسة إمتحان، أو حتى إعداد فنجان قهوة كلها أمور تحتاج إلى التنبه والتركيز. وكثيرون يشتكون من حالة التشتت وضعف التركيز، الأمر الذي يؤثر سلباً على اعمالهم، بل حتى على الإجادة.
تتحدث كثير من الدراسات أن ضعف أو عدم القدرة على التركيز تؤدي إلى عمل مليء بالاخطاء، أو أداء بطيء مما يؤثر على سير العمل، وبالتالي قد يتضرر منه المرء نفسه. ومصادر التشتت كثيرة، قد تكون من البيئة المحيطة مثل المدراء والزملاء في العمل، أو أحد أفراد الأسرة، أو ذاتية، كمشاعر مكبوتة عند المرء، أو أفكار عشوائية سلبية، أو متاهات العقل التي لا تنتهي، ومن الممكن المكالمات الهاتفية، خاصة الجهاز المحمول، والتقنية الحديثة كالواتس أب، وشبكات التواصل الإجتماعي. وعملية استعادة التركيز تعتمد على الشخص ذاته، هنالك من يستعيدها بثوان، وهنالك من يحتاج إلى وقت أطول.
ومن المعلوم أن كل مهمة يقوم بها المرء تحتاج إلى حالة تركيز خاصة بها، بحيث أن على المرء ألا يقوم بأكثر من عمل في الوقت ذاته، لأن هذا الأمر أيضاً يؤدي إلى حالة التشتت.
من معيقات التي تساهم في زيادة التشتت، أن يكون المرء لا يستمتع بالمهمة التي يقوم بها كأن يقوم بحل مسألة رياضيات وهو يكره هذه المادة، أو أن يكون مجبراً على القيام بتنظيف البيت، وما شابه، ولكن رغم ذلك ندرك أن هنالك مهام يجب القيام بها، وفي علم الطاقة والتنمية البشرية قول مأثور يقول أحبب ما تعمل، حتى تعمل ما تحب. وسنقدم هنا بعض النصائح التي تساعد على زيادة التركيز، لتحقيق احسن وأفضل إنتاجية ممكنة للفرد، والتي نحتاجها كثيراً، للتخفيف وانقاص من حدة الأخطاء التي قد نقوم بها بسبب حالة التشتت، وضعف التركيز. من الطرق ووسائل المفيدة لزيادة التركيز تمرين التركيز، قد يتسائل شخص ما، ماذا نقصد بهاذا الأمر!
بسبب حالة التشتت، ومحاولة مقاومتها تؤدي إلى حالة صراع، فكما أن العضلة تحتاج إلى مران لتصبح أفضل، فالعقل البشري يحتاج الأمر ذاته، فلنحاول تدريب عقولنا على التركيز بأمور بسيطة جداً مثلاً التركيز على نقطة صغيرة لمدة 10 ثوان ثم زيادة الوقت، حتى نطرد حالة التشتت من أذهاننا. ومن الأساليب الأخرى مشاهدة شمعة مشتعلة، فتركيز النظر عليها وملاحظة ألوانها وحركتها دون تحليل أي شيء بالنسبة للشعلة أو اللون يساهم في زيادة محصلة التركيز. ملاحظة التنفس ودقات القلب، يساهم في زيادة التركيز، ولكن دون أن يكون هاجساً فقط استرخ.
عزل الذات عن البيئة المحيطة من وقت لآخر يساهم في زيادة التركيز. وضع أهداف محددة، تساهم في تقليل من حالة التشتت. وضع قائمة بالمهام المطلوبة، تساعد على الإسترخاء، وبالتالي تساهم في زيادة التركيز.
وهنالك أمور كثيرة، يستطيع المرء الإبداع فيها، حيث أن لكل شخص طرقه الخاصة، وهو يدرك ما يناسبه. وبالمحصلة إن الحياة أقصر من أن يتم تضييعها في معوقات تعيق تطورنا الفكري والإنساني.