لا يمكن أن تنقضي حياة أي شخص من أبناء آدم، دون أن يتعرض إلى مواقف يحتاج فيها إلى اتخاذ قرارات معينة، وهذه المواقف قد تكون في المجال العملي أو في المجالي الاجتماعي او في المجال الاقتصادي أو في المجال الترفيهي، كل هذه المجالات قد يتعرض الإنسان من خلالها إلى مواقف متعددة بعضها بسيط وبعضها معقد، وتتفاوت شدة هذه المواقف وأهميتها بحسب طبيعة كل واحد، لذا يحتاج الإنسان إلى اتخاذ القرارات التي وبناء عليها يحدد طريقة تصرفه في هذا الموقف الذي تعرض الإنسان له، كما أن هذا القرار قد يكون قراراً مفصلياً هاماً جداً فقد يتعرض الإنسان لخياران أو ثلاثة أو ربما عشرة، وكلما ازداد عدد الخيارات ازدادت حيوية الإنسان وليس بالضرورة أن تزداد الأمور سهولة أو أن تزداد صعوبة، فهذا شيء متفاوت أيضاً يتحكم فيه الموقف نفسه والظروف التي يمر بها الإنسان.
وحتى يكون القرار صحيحاً، ينبغي أولاً إدراك نقطة، وهي أن عملية اتخاذ القرار تعرف ما هو إلا مجرد اجتهاد قد يخطئ الإنسان فيه أو يصيب، فإذا أخطأ في قرار معين، لا يتوجب أن تتوقف حياة الإنسان عند هذا الحد أو أن يصيبه الإحباط، لهذا فيتوجب على الإنسان أن يكون حريصاً أولاً قبل اتخاذه أي قرار، وأن يتوقع كافة النتائج التي من الممكن ان تحصل في اى وقت من الأوقات بعد اتخاذه للقرار.
واتخاذ القرار ليست عملية طبيعية أو تلقائية بل هي تحتاج إلى جهد كبير وإلى حرص شديد، خاصة في الأمور الحساسة التي لا يمكن أن يتجاوزها الإنسان ببساطة، لأنه الاستهتار فيها قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، فأول خطوة من طرق وخطوات اتخاذ القرارات الصحيحة، هي أن يعمل الإنسان على دراسة كافة الخيارات المتوافرة، ويكون ذلك باعتبار أن كل خيار من هذه الخيارات هو الخيار المختار، وتوقع النتائج التي من الممكن أن تحدث جراء اختيار هذا الخيار، وبعد ذلك يمكن للإنسان أن يستشير أي إنسان له خبرة او دراية في الموضوع أو ان يكثف بحثه عن هذا الموضوع، فما خاب من استشار، ويجب أن يكون المستشار إنساناً ثقة وليس أي شخص خاصة في الأمور والمواضيع الحساسة التي لا تحتمل أن يخطئ الإنسان فيها أخطاءً جسيمة، كما أن المناجاة تعين الإنسان في اتخاذ قراراته الصائبة. كل هذه الأمور يتوجب على من يتعرض للاختيار واتخاذ القرارات أن يقوم بها حتى ينجو من خطر القرار الخاطئ.