يسعى كثيرٌ من النّاس إلى تسليط الأضواء على أنفسهم لشدّ انتباه الناس إلى شخصيّاتهم ومجهوداتهم ، لذلك ترى المشاهير من المطربين و الممثّلين يسعون إلى لفت انتباه النّاس إليهم حتّى يحقّقوا الشّهرة في حياتهم المهنيّة ، فالإنسان وحتّى يحقّق الشّهرة و النّجوميّة يسعى للفت الانتباه إليه حتى ينظر الناس إلى إبداعاته ومايصنعه ، ولا شكّ بأنّ لفت الانتباه مطلوبٌ في مواقف دون أخرى ، ومن المواقف التي يستحسن على الإنسان أن يسعى فيها إلى جذب انتباه النّاس هي المواقف التي يرتجي أن يكون قدوةً للنّاس فيها ، فالإنسان أحياناً قد ينتهي من أكل طعامه فيقوم متعمّداً بإلقاء وعاء الطّعام البلاستيكي في مكان رمي النّفايات المخصّص ، ويكون متقصّداً من فعل هذا الأمر أمام النّاس شدّ انتباههم إلى هذا الفعل الحسن و حتّى يقتدوا به ، ولا يخفى على أحدٍ أهمّية القدوات في حياة الإنسان ، فإن تأثيرهم يكون كبيراً على النّاس ، لأنّ الخبر ليس كالمعاينة ، فقد تسمع عن عمل الخير كثيراً ، ولكن لا تتبيّن فائدته للمجتمع و النّاس حتى تراه النّفس رأي العين ، وقد يكون شدّ الانتباه مكروهاً في مواطن كثيرةٍ ، ففي الدّين و حين يريد الإنسان أن يصلّي يجب أن يخلص هذه العبادة لله تعالى فلا يرائي أحداً ، فشدّ انتباه النّاس هنا هو من الرّياء وهو الشّرك الخفي الذي حذّر منه النّبي صلّى الله عليه وسلّم ، وقد يعبّر هذا السلوك أحياناً على غرور النّفس ومحبّتها للظّهور أمام النّاس وهذا من الأمور المكروهة أيضاً ، لذلك ما سنحثّ عليه من سلوك شدّ الانتباه هو ما يرغب الإنسان من النّاس أن ينظروا إليه أو يستمعوا إليه من جميل القول والفعل ، ولكي ينجح الإنسان في ذلك عليه أن يراعي ما يلي
أن يكون قدوةً حسنةً في فعله وقوله ، حتّى ينظر إليه النّاس محترمين صنيعه ، ويقتدوا بفعله و بالتّالي يحقّق رضا الله تعالى ، وفي الحديث من سنّ سنةً حسنةً كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سنّ سنّةً سيّئةً كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .
أن يدرك أنّ شدّ الإنتباه قد يورث في النّفس الكبر والغرور ، فيجتنب ما استطاع كلّ أمرٍ قد يحدث في نفسه تلك السّلبيّات التي قد تحلّ بالعبد غضب الله وسخطه .