الحوار شيء مطلوب يحتاجه الإنسان بشكل مستمكر، وهو يعطي انطباعاً جيداً عن مدى وعي الإنسان وعن مدى ثقافته، إضافة إلى أنه يعطي انطباعاً كبيراً عن مدى احترام الإنسان لذاته ولمن يحاوره والخلق الرفيع الذي يتحلى به والذي يميزه عن غيره من الناس، فهو فن اجتماعي بامتيار. وإذا كان المحاور متقناً لهذا الفن المهم، فإنه سيضع نفيه في مكان التفاف الناس من حوله في أية جلسه يجلسها والنقطة التي يتجمع الناس عندها في حال اختلافهم، لذا كان ضرورياً على الجميع أن يتعلموا ذوقيات الحوار والحديث مع الناس.
من أبرز صفات المحاور الجيد والشخص الاجتماعي بشكل عام هو أنه يهتم بمن يتحدثون إليه إضافة إلى أنه يترك لهم فرصة ليسمع أقوالهم وحديثهم. يمكن أن يبدأ الحديث مع الأشخاص، بطرح مواضيع عامة كسبب التواجد في المكان أو الحديث عن شخص في الجلسه معروف – بالطبع حديث إيجابي وليس غيبة أو نميمة -، أما إن كان هناك مدير للجلسة الحوارسة فيمكن أن يكون هو محور الحديث والاهتمام، مع مراعاة النظر في عيني من يتحدث إليهم، لأن ذلك يعطي انتباهاً للآخرين واحتراماً لهم. كما ويتوجب الابتعاد عن الثرثرة التي لا طائل منها والتي تسبب الضيق والنفور لأغلب الناس، والاستمرار في مدح النفس، إذ ان مدح النفس هو من أهم وأبرز ما ينفر الناس من المتحدث، كما ويتوجب احترام كلام الآخرين وعدم السخرية منهم، فالاستهزاء من الآخرين يعطي انطباعاً سيئاً عن المتحدث، كما ولا يجوز مقاطعة المتحدث بل الانتظار حتى يفرغ من كلامه ومن ثم التعليق على ما كان بتحدث فيه بأسلوب محترم ينتقد الأفكار وليس الأشخاص. أما في حالة انضمام شخص جديد إلى الجسلة الحوارية، فينبغي أن يتم استئناف الموضوع القديم مع تعريف ومعنى من انضم جديداً إلى الجلسة بمحور الموضوع.
ومن أبرز النقاط التي يتوجب مراعاتها هي أن يكون المتحدث ملماً بثقافة من يتحدث إليه، وأن يعلم جيداً ما الذي يثير اهتمامه قبل بدء الحديث معه، كما ويتوجب متابعة آخر الأخبار، فمن الممكن أن تفيد وبقوة في أية جلسة حوارية، حيث أنه من الممكن استخدامها في اى وقت خلال الحوار والنقاس والحديث مع الآخرين.
قد لا يهتم الكثير بأسلوب الحوار، إلا أن من يريد أن يكون مؤثراً في الآخرين والذي يريد أن يترك انطباعاً جيداً عن نفسه وعن أخلاقه وعن ثقافته، فيتوجب أن يكون ملماً بطريقة بدء الحوار وبأخلاقياته التي يتوجب التقيد بها.