مقدمة
إنّ حياة الإنسان كلها مبنيّة على مجموعة من الأفكار، وبدُونها تُصبح حياته عشوائيّة ويضيع مُعظم وقته هدراً بلا فائدة، فالتفكير هو عملية إعمال لعقلِ الإنسان لحلْ كل مُشكلة تعترضُه، إذ يُمكن القول بأنّه عبارة عن عمليات ذِهنيّة يفعلُها العقل، تُؤدي بالنهاية لحياة مُنظمّة. قد يرتبط بمُصطلح التفكير العديد من الكلمات وعبارات التي تصِلُنا بالنّهاية لما يُوصلنا له التفكير فقد يُطلِق عليه بعملية الإدْراك، أو الوعي، وغيرها. مع تقدُم العصر وزيادة المُشكلات في المُجتمع أصبح لِزاما على الفرد أنْ يًفكر قبل أنْ يُقدِم على تنفيذ شيء لئّلا يحدُث ما لا يُحمَد عُقبَاه بالنسبة له. يقول ديكارت "أنا أفكّر إذنْ أنا موجود"، أيْ أنّ التفكير مُرتبِط بوجودك في الحياة ولا تظُن بأنّها مُجرد فلسفة فقط، بل هي حقيقة إذْ أنّ التفكير فارِق رئيسي بين الإنسان والحيوان.
لكل إنسان جُملة من الأهداف التي يسعى لتحقيقها، فهو لنْ يستطيعْ تحقيق شيء بدون تفكير سليم، فإذا بنى الفرد حياتُه على التفكير السليم فهو يضمن النجاح لها ويكُن الأقدَر على حل مشاكلُه أولا بأول.
أغراض التفكير
أغراض التفكير مُتعدّدة، وقد تتشابه بين الأفراد داخل مُجتمع مُعين فهي على تعدُدِها لكننا يُمكن أن نخلُص إلى أهمها وهي كالتالي:
التفكير سلاح ذو حدّين
إذا أحسنَ الإنسان التفكير الإيجابي والمعقول فيُمكِن القول بأنّه إنسان ناجح، فهو حريص على حلْ مُشكلاتِه، والتخطيط لحياتِه، بالتالي يلجأ للتفكير. إنّ عملية التفكير هي مرحلة من الوعِي بأهمية وفائدة الأمور التي يعتقِد الإنسان أنّ لا فائدة منها، ويجعلها تسير اعتباطاً دون دراسة وتفكير، فإذا وصل لمرحَلة من الوعي إذنْ فهو يُفكّر بطريقة سليمة.
أما متى يُصبح التفكير كابوسا يُطارِد الإنسان فهي فقط في حالة واحدة؛ ألا وهي خُروجه عن المعقُول، ودُخوله مرحلة الهَوس، فيُصبح هماً يُؤرّقه أينما ذهب، فالتفكير على أهميتِه مثلُه مثل كل شيء، إذا زاد عن حدّه يُقلب ضدُه، فيجب على الإنسان مُحاولة ضبط عملية تفكيرُه، بحيث لا يستغني عنه في حياته ولا يُصبح همُه الشاغِل فقط أنْ يُفكر دون أن يُنفِذ، أو يجعل من حياتِه عملية تفكير دون إحراز تقدُم فيها، ولكنْ إذا سيطَر التفكير عليه، فتُصبح حالة مَرضيّة تستدْعي الوقوف عندها وعِلاجها للحدْ منها وضبطِها. فكما يُقال خير الأمور أوسطُها ينطبِق تماماً على التفكير الموزون الذي يقود بالإنسان لحياة مًنضبِطة.
التفكير السلْبِي
ما الما هى اسباب التي تجعلْ الإنسان يُفكّر تفكيرا سلبيا؟ بلا شَكْ بأنّ السّلبية في التفكير لا تأتي من فراغ، فلابُدّ وأنْ يكون لها سبب من هذه الأسباب:
- هُموم الحياة ومصاعبُها تُؤدي للتفكير بسلبيّة تِجاه الأمور.
- الفشل من أهم الما هى اسباب التي تدفع بالإنسان لأنْ يُفكّر سلباً هو فشلًه في جانب من جوانِب حياتِه، كفشلِه مثلا في عِلمِه، أو في موضوع زواج، أو في حلْ مُشكِلة.
- كُثرة الانتقادات والسُخريّة والتهكُم التي تُوجَه للشخص، خاصّة بالنْقد لمُجرد النُقد فقط، دون مُراعاة بأنّ هذا النقد قد يُؤثّر على الشّخص المُوجَه له وتجعلُه إنسانا سلبياً من الدّرجة الأولى.
- قلّة الثّقة بالنفس وضعف الشخصيّة، فقد يكون عُرضَة للتفكير سلبا خاصة مع شعوره بالعجْز على حلْ مُشكلاتِه، فهو لا يثِق بكل ما يُفكِر فيه بسبب اضطرابات نفسيّة تُفقدُه الثّقة تماما بنفسه بالتالي لا يُحسن التفكير.
- العُزْلّة والانطوائية من الما هى اسباب التي لا تُؤثر على التفكير فحسب بلْ على حياة الإنسان كُلها.
- أيضا قد يكون للأسرة دور خاص إذا ميّزَت بين أفرادها وفضّلت أحد على آخر، فتجعل الفرد يُفكّر "لماذا يُفضّلون أخي عنّي؟ هل لأنّني عاجز مثلا عن فعل ما يفعله؟!، أم لأنّه مُتفوقّا عليّ دراسيا أم ماذا؟" فهذا كُله بالنّهاية لا يُجدي نفعا معه سوى زيادة الحِقد والبُغضْ، وعقْد المُقارنَة بين فرد من الأسرة مع آخر من أسرة أخرى كل هذا يستدّعي التفكير سلبا.
- مُصاحبَة المُتشائمون وأصحاب الأفكار السّلبية فالصّديق يُؤثر على صديقه بشكل كبير جداً سواء إيجاباً أو سلباً.
- وقت الفراغ إنْ لم يستغلُه الإنسان استغلالا جيداً ومُثمِراً فهو يجعله دائم التفكير بلا فائدة، فالفراغ أصبح يُطلق عليه آفةُ العصر لما يترتّب عليه سلبيات تفوق إيجابياته بكثير.
- الاضطرابات النفسيّة التي تُصيب الإنسان كالخوف والاكتئاب والتردُد كُلها تُؤثّر على عملية التفكير، وهنا يُمكن أنْ يكون التفكير سلباً مًرتبط بهذه المًسبّبات أي أنه يزول بِزوالِها.
كيف يُمكن التخلُص من التفكير السُلبي
لكل داء دواء ولكل مُشكلة حل، فلا تقلق عزيزي القارئ ما إذا كنت تُعاني من التفكير الزّائد والسّلبي، فقد يمُر على كل إنسان في مرحلة مُعينّة اضطرابا نفسيا يُؤثر على تفكيره، فلا يُوجد إنسان على وجه المعمورة لم يتعرّض لمثل هذه الحالة، ولكن يجب التعامُل معها بسرعة، وعدم التهاونْ في حلّها، ومُحاولة ضبط السيطَرة على تفكيرنا بحيثُ لا يُسيطر علينا بل نُسيطِر عليه. إليك عزيزي القارئ بعض الإرشادات للتخلُص من التفكير السلبي: