يسعى الإنسان منذ نعومة أظافره إلى التطور بشكل مستمر لما يراه الاحسن وأفضل من منظوره الخاص، فنرى الإنسان على الدوام يقوم بالتعلم واكتساب الخبرات الجديدة ويقوم بالتأثر بما يتعلمه وبالخبرات التي يكتسبها من دون أن يدري، ولا ضرر على الإطلاق بهذا التفكير بل هو في الواقع التفكير الذي يجب أن يتحلى به جميع الأشخاص في العالم بعكس من يرضون بواقع الحياة المرير الذي يعيشون فيه، ولا يعني هذا الكلام أن لا يرضى الإنسان بحياته بل يجب أن يتقبلها كتعرف على ما هى ويحبها ويحب نفسه كتعرف على ما هى عليه الآن كي يستطيع تغييرها إلى الأفضل، ولكن وقبل أن يقوم الإنسان بتغيير نفسه عليه أن يجد الدافع الحقيقي الذي يجعله يود في هذا التغيير فيعتبر الدافع الداخلي هو الأكثر تأثيراً فليس من المهم أن تقوم بالتغيير من أجل شخص آخر فما يكون في منظور الآخر أو المجتمع هو الاحسن وأفضل قد يؤدي بك إلى التعاسة.
وعليك كي تبدأ برحلة التغيير إلى الاحسن وأفضل والتي ستواجه خلالها العديد من الصعوبات والمتاعب عن طريق اختيار نقطة للبدء بهذا التغيير فمشوار الألف ميل يبداً بخطوة ولن تستطيع أن تصل إلى هدفك من دون أن تضع قدميك على الطريق الصحيح في البداية، ومن الاحسن وأفضل أيضاً قبل البدء بالتغيير واتخاذ القرار وبتحديد الجوانب التي تحتاج إلى التغيير أن تقوم باستشارة شخص مقرب إليك وتثق في رأيه ورجاحة عقله فمن الممكن أن تقوم بسؤالهم عن الأمور التي يفضلونها فيك أو الأمور التي يجدونها نقاط سلبية تعيق تقدمك إلى الأمام.
وعندما تبدأ بتغيير نفسك وكنت ترى أن حياتك ليست هي الحياة التي تود في عيشها فمن الممكن أن تقوم بالبدء بعمل الأمور التي تحبّها كي تكون حياتك إيجابية ومليئة بالتفاؤل ولكي تكون الدافع الذي يقوم بدفعك إلى الاحسن وأفضل من داخلك، ومن المهم أن تقوم بعمل الأمور التي ترغب فيها والتي لا يكون فيها تعدٍ على حرية الآخرين فليس من حقك كي تقوم بتغيير حياتك للاحسن وأفضل أن تقوم بتغيير حياة الآخرين إلى الأسوء، ومن المهم أن تقوم باكتساب الخبرات الجديدة على الدوام وأن تقوم بالتسلح بالمعرفة التي سترشدك إلى الطريق الاحسن وأفضل لك عن طريق القراءة بشكل مستمر، فالمعرفة هي الدليل الاحسن وأفضل الذي يمكنه إرشادك إلى الطريق الصحيح، وفي النهاية كي تكون سعيداً في حياتك وتقوم بالتغيير إلى الاحسن وأفضل يجب عليك أن تحاول قدر المستطاع أن تجعل من حولك سعداء أيضاً وأن تدفعهم نحو الاحسن وأفضل معك وأن تبدأ بوالديك وإخوتك والذين سيكونون الداعم الرئيسي لك خلال التغيير.
