يحمل عددٌ من النّاس عقدة الذّنب في نفوسهم عندما يقومون بعمل شيءٍ يرونه بأنّه لا يغتفر، وتشكّل عقدة الذّنب مشكلةً لمن يعاني منها، ذلك بأنّها تمنعه من أن يعيش حياةً سليمةً صحيحةً بعيدةً عن التّفكير السّلبي الدّائم في الذّنب الذي اقترفه الشّخص، وبما أنّ الوصول إلى نفسيّةٍ سليمةٍ بعيدةٍ عن العقد والمشاكل وعيوب هي غاية للكثير من النّاس فإنّه يجب التّخلص من هذه العقدة حتّى يمكن الوصول إلى نفسيّةٍ قادرةٍ على الاستمرار في الحياة بدون معوّقات أو عقبات، وإنّ هناك عددٌ من الأساليب تساعد الإنسان الذي يعاني من عقدة الذّنب على التّخلص منه ، ألا وهي :
- أن يدرك الإنسان أنّ جميع النّاس خطّاؤون وأنّه لا يوجد أحد معصومٌ من الخطأ والزّلل إلاّ من عصمهم الله تعالى من أنبيائه ورسله، وبالتّالي فلا يلوم الإنسان نفسه كثيراً عندما يخطأ في حقّ أحدهم، بل يسعى للتّكفير عن ذنبه بالاعتذار لمن أخطأ في حقّه من البشر ثمّ المضي في الحياة بكلّ ثقةٍ وكأنّ شيئاً لم يحدث، والتّعلم من التّجارب والخبرات أن لا يعيد الإنسان خطأه مع النّاس وكلّ هذا يعين الإنسان على التّخلص من عقدة الذّنب .
- أن لا يجعل الإنسان الأفكار السّلبيّة تسيطر عليه وتستولي على مشاعره وأحاسيسه، بل يحاربها بكلّ قوّة مستنداً إلى الجوانب الإيجابيّة في حياته، وأن يتجنّب الكلمات وعبارات السّلبيّة التي تعمّق عقدة الذّنب في النّفس مثل لماذا فعلت كذا وكذا، بل يقول فعلت كذا من الذّنب وسوف أتحلّل منه وأعتذر ممّن أخطأت في حقّه ثمّ أنسى ذلك كلّه، ذلك بأنّ العقل يتأثّر بالكلمات وعبارات وخواطر النّفس ويستجيب لها وبالتّالي يجب التّركيز على الكلمات وعبارات التي تحمل جوانب إيجابيّةٍ على النّفس .
- أن يشغل الإنسان نفسه بالأمور التي تلهي النّفس وتبعث على البهجة والسّرور، فالفراغ من أشدّ الأمور إيلاماً في النّفس، وحين يكون الإنسان فارغاً يقوم العقل باسترجاع الأحداث التي حصلت مع الإنسان باستمرار حتى يشغل النّفس، وبالتّالي وجب إشغال النّفس بكلّ تعرف ما هو مفيد من الأعمال حتّى لا تنشغل بغير ذلك من الأفكار السّلبيّة .
- وأخيراً يعزّز الإيمان بالله تعالى من نفسيّة الإنسان، ويجعلها تطمئن إلى أنّ الله تعالى يعلم ما تخفي الصّدور، فالذي يخطىء من غير قصد، يعلم بأنّ الله تعالى مطلع على نيّته وقصده، وبالتّالي لا يلوم نفسه كثيراً، بل يستغفر الله تعالى ويظهر النّدم على فعله من غير تشديد على النّفس .