مقدمة
فى اختلاف الحياة عن السابق، وأصبح الأمر بالنسبة للكثير من الناس أمراً مزعجاً، خاصة فيما يتعلق بإجراءات السلامة التي نحاول قدر المستطاع أن نسير عليها، إلّا أنّنا نجد أنفسنا في مواجهة حقيقية مع الخطر الذي قد يداهم حياتنا، ويدمّرها بشكل كامل، والحديث ليس عن المخاوف التي تتصدّر الحياة بشكل عام، بقدر ما نتحدث عن المخاوف الداخلية التي تنبع من داخل الفرد، وتسبب الأذى النفسي والعقلي للشخص نفسه في ظروف تجعله أكثر خمولاً وضعفاً من أي شخص آخر.
كيف تواجه مخاوفك
ولأن المخاوف التي تواجهنا كثيرة، ويصعب إحصاؤها، أو التعرف على أسبابها، نجد أنفسنا دوماً في مقدمة الأحداث التي تجري من حولنا، ولا حول لنا ولا قوّة، وهذا أمر ليس مبالغ فيه على الإطلاق، فيقال إن الشخص الخائف لا يمكن أن يغمض له جفن، لأنه يبدأ بتصور مخاوفه أمامه، ويحاول أن يتعايش معها في لحظة ما، إلّا أنه يجد نفسه قد إنهار بشكل كامل، ولا أمل من إيجاد الحلول القريبة لمثل هذه الحالات، ولهذا السبب فقد قرّرنا اليوم التطرق ووسائل للمخاوف وطريقة مواجهتها، حتى نعيش حياة طبيعية خالية من أي تعقيدات، ومن أهم الأمور التي يمكن أن نسير عليها للتغلب على مخاوفنا ما يلي:
توقف عن التفكير بها
فيقال في الأمثال العربية القديمة أن الذي يخاف من العفريت يظهر له، وهذا ليس خيالاً علمياً، فتصور على سبيل المثال أنك تخاف من الجن أو من الخيالات الليلية أو الأصوات الغريبة، فستجد أن عقلك الباطن قد صور لك العديد من الأشياء في الظلام لتبدو كأنها أشياء حقيقية تجزعك حد الموت، وبعض الأصوات التي لا وجود لها أصلاً، تجد نفسك تسمعها بشكل كامل، كأنّها حقيقية، وللتخلص من هذه الظاهرة فما عليك إلّا أن تتوقف بشكل كامل عن التفكير في الأمور التي تخيفك، وحاول أن تتماسك، وعندما تشعر أن الخوف بدأ يتسلل إلى قلبك عليك ترك المكان فوراً، وأخرج إلى مكان آخر، وحاول ألّا تتطرق ووسائل بالحديث عن الأشياء المخيفة التي تشعر كأنّها موجودة حقاً.
حاول أن تتأقلم وتتعايش معها
فهناك من يعلم أن مخاوفه ليست حقيقية، ومع ذلك فإنه يجزع ويخاف بطريقة شديدة جداً لمجرد أنه قد خيلت له، والحقيقة الكاملة تقتضي بعدم العبث في مثل هذه الأمور، وحاول أن تتأقلم على وضعك، أو تتناسى الأشياء التي تخشاها حقاً، وتوقف عن التفكير الذي سيؤذي حياتك، ويقضي على أيامك بشكل كامل، وهناك من يتعايش مع مشاكله، فإن كنت تخاف الظلام على سبيل المثال فلا تتواجد به مطلقاً، وحاول أن تنام في مكان مضاء، أو به إنارة خافتة، وإن كنت تخشى الأماكن العالية أو الأماكن المغلقة فحاول أن تتفادى التواجد بها، وإبقَ على مقربة من الأشخاص الذين تشعر أنك معهم بأمان، ولا تخجل من خوفك من الأشياء المحيطة بك، فأنت في المقام الأول والأخير إنسان، ومشاعره في غالب الأمر هي التي تسيطر عليه، وتسيره على هواها.
تحدّى نفسك وحاول أن تتغلب عليها
وهذه تعتبر أولى طرق وخطوات العلاج و دواء التي يقوم الأفراد باستغلالها بشكل كامل، فمن الممكن مثلاً التواصل مع طبيب نفسي أو شخصي، فيقوم بفحص وتشخيص حالتك على أنها فوبيا أو خوف مزمن، وهناك بعض الإجراءات التي من الممكن أن تستغل في سبيل الانتهاء والتخلص من هذه الظواهر، ومن أهمها مواجهة المخاوف ومحاولة التعرف عليها بالكامل من أجل أن تقوم بتحدي نفسك، وهكذا ستشعر أنك أصبحت بخير، ولن يخيفك شيء بعد الآن.
توقف عن زرع الشكوك في نفسك
فالأوهام التي نزرعها في عقولنا هي التي تؤدي إلى دمار حياتنا بالكامل، وبالتالي فإنّ التوقف عن الشك في كل شيء حولنا قد يكون خطوة فعالة في الحفاظ على حياتنا من الألم والكبت، وقد يشعرنا ذلك بالتحسن، وعدم الشعور بالخوف أو القلق أو الاضطراب في ظل الأوضاع التي نعيشها في حياتنا اليوم.
مارس حياتك بطبيعتها المعتادة
فلا تجعل الخوف يسيطر على حياتك، ويوقفك عن العمل أو متابعة حياتك بشكل كامل، حاول أن تكون قادراً على تدبّر أمور نفسك، ولا تتوقف لأي سبب من الأسباب، فالنفس الأمارة بالسوء هي التي تصور لك أن الحياة قد تتوقف لمجرد خوفك من الأشياء التي تحيط بك، وهذا أمر ليس صحيحاً، ويتوجب عليك أن تكون شخصاً قادراً على إبتلاع هذه المخاوف، والتصدي لها من خلال العديد من الطرق، ومن أهمها اللجوء لله سبحانه وتعالى والدعاء ليبث السكينة والطمأنينة في قلبك، ويجعلك تشعر بالراحة والهدوء الداخلي، وأيضاً الصلاة التي تهدئ من روعك، وتشعرك أنك لست وحدك في هذه الحياة، وأن الله مطلعٌ على حياتك، ويعلم مجريات الأمور.
تعرّف على مخاوفك
فمن المهم جداً أن تعرف السبب الرئيس الذي يؤدي بك إلى الشعور بالخوف المزمن، ومن أهم هذه الأمور قد تكون البرامج أو المسلسلات والأفلام الذي يبثها التلفاز، وتحتوي على المشاهد العنيفة والمخيفة، فهذه الأمور قد تنطبع في الخيال بشكل كامل، وتؤدي إلى تردي الحالة النفسية لصاحبها، وتجعله غير قادرعلى مواصلة حياته بالشكل الطبيعي، وقد يحدث أن نخاف ونحن في النهار أكثر من الليل، أو الخوف من القطط أو الكلاب وغيرها، وهذا خوف غير مبرر ومن الضروري الإعتماد على أحدهم ليوضح لنا أن هذه الأشياء من المفترض ألا تخيف غير الصغار، وأن البالغ يجب أن يعي أن مثل هذه الأمور ليست إلّا أمور سينما، وهي تمثيل بالكامل، وهذا أمر يجب الإطلاع عليه، وهناك أيضاً من يخاف من الأمور الغيبية، كأن يخاف الظلام أو الأشياء المعهودة كالشيطان وغيرها، ويجب أن يكون إيمانك قوياً، وقلبك عامر بالإسلام لتميز أن هذه المخلوقات لا يمكن أن تؤذي أحد إلّا بأمر من الله، وأن الله هو الأعلم بعباده، ولن يكون شديداً على عباده كما يتصور البعض، خاصة العباد الملتزمين بالطاعة وحسن العبادة.
كيف أحافظ على عزيمتي وأوقف مخاوفي
لتوقف مخاوفك بالكامل عليك أن تكون ما يلي:
من المخاوف التي تصيب الإنسان
ختاماً فإن حياتك ملك لك وحدك، ويجب أن تكون قادر على مواجهة الصعوبات والتحديات، وتكون أقوى من أن تسيطر عليك بعض المخاوف التي لا حقيقة لها في حياتنا بشكل عام.