يسعى الكثير من النّاس إلى التّخلص من العادات السّيئة التي قد يرتكبونها في حياتهم ، ويشكّل هذا الأمر بلا شكٍّ تحدّياً للكثير من النّاس ، ذلك بأّنّ النّفس الإنسانيّة ومهما أوتيت من الإيمان والقوّة تبقى ضعيفةً بسبب ما ركّب الله فيها من الشّهوات والنّزوات ، كما أنّ الفكر والسّلوك قد يكون خاضعاً لأهواء النّفس أحياناً ويسبّب ذلك ارتكاب العادات السّيئة المختلفة .
ويختلف النّاس في عاداتهم السّيئة التي يرتكبونها ، فمن النّاس من تكون عاداته السّيئة يمتدّ أثرها وضررها إلى النّاس كمن تراه يؤذي جاره بوضع النّفايات أمام بيته ، وهناك من يؤذي جاره حين يرفع صوت المذياع أو التلفاز فلا يجعله يشعر جاره بالرّاحة في بيته ، وهناك من تراه ينفث دخان سيجارته ليؤذي من حوله غير عابئاً بصحتهم ، وهناك من تكون عاداته السّيئة متعلّقة بنفسه و لا يصل ضررها إلى الغير ، مثل الذي يترك صلاته أو الذي يتأخّر في تحصيله العلميّ بالتّكاسل عن ذلك ، أو الذي ينام متأخّراً فيؤثّر ذلك على صحته وأعماله ، ولا شكّ بأنّ العادات السّيئة بصورها المختلفة يجب على الإنسان أن يتخلّص منها ، ومن الأمور التي تعين الإنسان على ذلك نذكر :
- أن يعلم الإنسان الذي يسعى للتّخلص من عاداته السّيئة بأن صورة الإنسان في مجتمعه تتشكّل من خلال الأفعال التي يمارسها واقعاً في مجتمعه وبين أقرانه ، فيحرص لأجل ذلك أن يكون قدوةً في قوله وعمله ، وأن يترك كل قبيحٍ من العمل حتى تبقى صورته أمام النّاس ناصعةً لا لا شائبة فيها.
- أن لا يصرّ على العادات السّيئة التي يمارسها بل عندما يتبيّن له خطأ ما يمارسه عليه أن يقلع عنه فوراً ، كما أنّ سماع النّصح من النّاس تعيين المرء على التّخلص من عاداته السّيئة ، لأنّ بعض النّاس قد لا يرى ما يرتكب من العادات ولا يتبين سوؤها إلى من خلال تذكير النّاس وتنبيهم ، فالنّفس تغفل أحياناً كثيرةً ويزيّن لها الشّيطان القبيح ، فحسن الاستماع إلى نصائح النّاس وعدم الاستكبار عنها ممّا يعين المرء على ترك عاداته السّيئة .
- كما أنّ على من ينوي ترك عاداته السّيئة أن يسلّح نفسه بسلاح العزيمة والإرادة ، وأن يعقد العزم على ترك تلك العادات السّيئة التي تسيء إلى صورته بين النّاس ، وأن يتذكّر دائماً بأنّ الله يرضى لعباده كل خيرٍ ويثيبهم عليه ، ويأبي لهم كلّ قبيحٍ ويحاسبهم عليه .