يعتبر الحصول على الأصدقاء من الأهداف النبيلة والسامية بين جنس البشر في هذا العصر، حيث يعتبرهم الناس الأقرب مودة ورحمة إلى القلب، بل وأحياناً هم المسرة في النزهات والدراسة والمساعدة في الأعمال المختلفة، ومن المعروف عن الأصدقاء وقوفهم بجانب بعضهم البعض في أوقات الشدة والحاجة، فهم يعملون على دعم أصدقائهم تارةً من الخفاء وتارةً أخرى في الظاهر حتى يكونوا دوماً سوياً على إيمان واحد بأنّ ما بينهم هو العمل الدؤوب على الوصول إلى الغايات المنشودة والمشتركة فيما بينهم.
يمكن للإنسان أن يحصل على أصدقاء في هذه الحياة بكل سهولة، ولكن ليس المهم عدد الأصدقاء ولا سرعة تكوين تلك العلاقات، بل الأهم أن تكون تلك العلاقات سوية ناجحة يمكن الوصول عن طريقها إلى قدرة أكبر على تحمل ظروف الحياة ومشاقّها، لا العكس بحيث لا تكون الحياة قاسية الوطيس على الإنسان جراء تلك الصداقة التي لا يعود عليه من صاحبها إلا الشر ومقابلة احسانه بالاساءة دوما، فإختيار الصديق يجب أولاً أن يكون وفق الأهداف التي يرغب الإنسان بالوصول لها، فكل واحد منا لديه أهداف وطموحات وقناعات مختلفة عن الآخر، فليس من الجيد أن يكون هناك صديقان غير قادران على التفاهم فيما بينهما على بعض الإختلافات في القناعات أو الطموح الذي يرغب كل واحد منهما في الوصول له، فإن كان الإختلاف كبيرًا ولا يمكن التفاهم فيه بينهما فلا يفضل أبدا أن يكونا صديقين لأنهم سيولدان الكره مع الأيام بسبب تلك القضايا، فهذا أولاً؛ أما ثانيًا فإنّ على الصديق أن يدرك واجباته تجاه صديقته والتي تتمثل في العمل على الوقوف معه في وقت الشدة، والاطمئنان عليه من وقت لآخر، ومساعدته في القضايا التي يمكن تقديم المساعدة له فيها، والإعتذار له برفق إن بدر منك سوء تجاهه، والعكس صحيح؛ فكل هذه الحقوق تضمن علاقة صداقة متميزة وستدوم وقتاً أطول، وستبنى العلاقة فيما بينهما على مودة ورحمة.
ويذهب أغلب الناس إلى الحصول على صداقاتهم من الأماكن التي يتواجدون فيها، مثل الجيران التي يعيش حولهم فتتكون تلك العلاقات مع الوقت ومنذ الصغر بينهم، ثم المدرسة التي تصنع عدد من العلاقات القوية بين الأصدقاء، وتزيد الرابطة بينهم وبينها بسبب التفاعل الدراسي والعمل سوياً، والمخالطة لوقت طويل في المدرسة، ولكن السبب الأهم في تكوين تلك العلاقات هي الخروج من الجو المنزلي والتعرف على بيئات جديدة وأناس جدد لم يعتد التعرف عليهم، وتزداد ذروة بناء الصداقات في الفترة الجامعية التي يمر بها الطالب حيث تتعزز تلك العلاقات بلون من الشراكة في الأعمال والدراسة، وأيضا في بعض النزهات التي تعطي الفرصة في التشارك والتعاون فيما بينهما بشكل قوي وممتاز، ولكن ليس كل العلاقات تدوم فأغلبها ينتهي لما هى اسباب يراها صاحبها منطقية ولا تعود، ولكن هناك غالبا علاقة أو علاقتان من الأصدقاء تدوم حتى فترة طويلة من الحياة بين الصديقان بسبب الما هى اسباب التي ذكرناها في الفقرة السابقة؛ وبالنهاية هذه حياتنا ويجب أن نعيشها، ولا اجمل وافضل من أن يكون لدينا شركاء نثق فيهم فيها، فلا تتردد بتكوين الصداقات أبداً.