يعني الطموح أن يكون هناك دافع يجعل الإنسان قادراً على اداء أعماله، وعدم استكانته وضعفه وخنوعه واستسلامه، وبالتالي فهذا الدافع يدفع الإنسان لامتلاك قوة ما، حيث توظف هذه القوة في تحقيق الهدف المرجو والغاية المنشودة. وهذه القوة التي يسعى الانسان إلى امتلاكها لها أشكال وأنواع متعددة منها تعرف ما هو مادي ومنها تعرف ما هو سطوي ومنها تعرف ما هو عاطفي أو اجتماعي وما إلى ذلك من أمور. كل هذه القوى تجعل الإنسان قادراً على أداء أفعالٍ محددة، ولنبسط ذلك بمثال: إنسان فقير يسعى لشراء البيت وتكوين أسرة، ولكنه لا يمتلك المال الكافي لأنه فقير، هنا الدافع هو الفقر فهو الذي سوف يحرك الإنسان لامتلاك القوة وهي هنا في هذا المثال من النوع المادي أي قوة المال، حتى يتسنى له استخدام هذه القوة في شراء البيت الخاص أو في تكوين الأسرة وهذه الأمور هي الأهداف، ومن هنا نرى أن الطموح هو السبيل إلى الوصول إلى الهدف. و الطموح إذا كان في هذا السياق فهو غالباً يخلق من رحم المعاناة والألم والقهر بسبب عدم امتلاك الإنسان لقوة من القوى السابقة مما يمنعه من تحقيق آماله وتطلعاته.
وقد يأتي الطموح في سياق آخر مختلف عن هذا السياق إلا انه يتقاطع معه بشكل او بأخر في عدة نقاط مشتركة، فالطموح قد يعبر عن سعي الإنسان نحو امتلاك شئ آخر غير القوة، كصفات خاصة مثلاً، عن طريق وجود القدوة التي يعتبرها مثاله الأعلى، والقدوات كثيرون في البشرية منذ خلق الله آدماً إلى يومنا هذا، والقدوة في حياة الإنسان تؤثر فيه وتؤثر في شخصيته وسلوكه.
ومن هنا يستلزم أن يعمل الناس جاهدين على أن يجدوا الدوافع التي تؤهلهم لإيجاد هذه القوة، فالدافع هو الشئ الأساسي الذي سيعمل على تحفيز الإنسان على ان يمضي قدماً في سبيل تحديد هدفه، وإيجاد الدافع يكون بشكل شخصي فليس من الممكن أن ياتي أي انسان ويجد الدافع نيابة عن الإنسان نفسه، ومن هنا يتضح أن الطموح يعني الجد والاجتهاد والمثابرة، في سبيل تحقيق الإنسان لمبتغاه، ويعني أيضاً عدم اليأس او الخنوع او الرضوخ.
كما أن الترجمة الحرفية للطموح على أرض الواقع تكون بأن يعمل الإنسان بكل جهده على أن يضع خطة لحياته يسير عليها، فالطموح غذا ما كان مقترناً بالتنظيم والتخطيط فلن يكون طموحاً، فركيزة الطموح هي العمل فقط.