الصبر من الصفات التي تهوّن على صاحبها مصاعب الحياة ومشاقّها ، فالشخص الصبور هو الذي يأخذ الأمور بسعة صدرٍ ورحابة ، ولا يضيق ولا يتكدّر صدرهُ ومزاجهُ لأي عابرٍ أو طارئ ، بل يستقبل الحياة بتقلباتها بروحٍ مؤمنة ويتجلّد للأحداث ولا يهتزّ لها ، وما أُعطيَ رجلٌ شيئاً أوسع من الصبر والحِلم ، فالحِلم والصبر من صفات العظماء والقادة والحكماء ، والشخص الذي يستطيع أن يصبر على الغضب والشدّة هو رجلٌ قويٌّ شديد ، فليس الشديد بالصّرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسهُ عند الغضب ، ويكونُ الصبر عن المصائب ويكون عن الغضب ، وصبرٌ عن الوقوع في الحزن والكدر أو الانسياق في تيّارات الاكتئاب ، ويكون الصبر على الجوع والعطش ، ويكون الصبر في الإسلام أيضاً على الطاعات ، وهناك صبرٌ عن الوقوع في المعاصي والشهوات ، وكلّ هذا صبرٌ محمود وهو يقع في باب الصبر على طاعة الله عزَّ وجلّ.
ضربَ الله لنا مثَلاً في أعلى درجات الصبر ، وهو صبرُ أيّوب عليه السلام ، فقد صَبرَ على المرض الذي أصابه ، وصبَرَ على مُصيبة فقدان أهله ، وكان من ثمرة الصبر أن شفاهُ اللهُ سبحانهُ وتعالى وآتاهُ أهلَه ومثلهُ معه ، وجزاء الصبر عظيم من الله عزّ وجلّ ، والصبر خِصلةٌ عظيمةٌ جليلة ينبغي أن يتحلّى بها الإنسان ، فكيف يكون أحدنا صبوراً ؟ ، وهل الصبر يستطيع الإنسان أن يتعلّمهُ ويكتسبه ؟ ، إذن فسنتحدّث عن كيف يصبح الأنسان صبوراً حليما.
كيف تصبح وتكون إنساناً صبوراً؟