إن رحمة الله أوسع وأعظم من أي شيء على هذه الدنيا، فجاء الإسلام دين يسر لا عسر، يخفف على الناس أمور حياتهم وييسرها لهم لذلك فرض الله تعالى على المسلم في حال قام بارتكاب أي إثم القيام بأعمال لدفع المشقة والحرج عنه؛ لأن الإنسان خلق ضعيفا لا حول له ولا قوى ومن هذه الأعمال الفدية.
الفدية
الفدية بشكل عام هو ما يجب فعله على الحاج أو المعتمر في الحج أو العمرة إذا قام بترك واجب كان عليه فعله، أو ارتكب عمل محرم كان يجب عليه اجتنابه.
أنواع الفدية
فدية ترك الواجب
تتمثل الفدية هنا بالدم إذا قام الحاج أو المعتمر بترك فعل كان واجبا عليه فعله، حيث يجب على الحاج أو المعتمر ذبح ثنين من المعز، أو سبع بدنه، أو جذع من الضأن، أو سبع بقرة ويذبح ذلك في الحرم المكي ويتم تفريق لحمها على الفقراء، أما إذا لم يجد فعليه صيام عشرة أيام، وتقسم إلى ثلاثة أيام في الحج وما تبقى من الصيام يتمها عند العودة الى دياره.
فدية ارتكاب المحظورات
- فدية الأذى : وهذه الفدية ملزمة على الحاج أو المعتمر إذا ارتكب أي من المحظورات التي تتمثل في لبس المخيط، أو تغطية الرأس، أو الطيب، أو حلق الشعر، أو تقليم الأظفار حيث قام بارتكابها عمدا أو اضطر إلى فعلها وعليه يخير الحاج أو المعتمر أن تكون الفدية إما صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، أو ذبح شاة وتتمثل في الماعز أو الضأن ذكرا كان أم أنثى، أما إذا قام بفعلها بغير قصد فلا يلزم عليه فدية.
- فدية عقد النكاح :في هذه الحالة إذا عقد المحرم في الحج أو العمرة عقد نكاح سواء كان له أم لغيره، ويعتبر العقد باطلا ولكن ليس هناك أي فدية.
- فدية الصيد: يخير المحرم إذا قتل صيدا أن يقوم بذبح ما يشابهه أو يقاربه وإطعامه للمساكين، أو أن يقوم بتقدير قيمة الصيد بالمال ويشتري فيه طعاما يوزعه على المساكين، لكل مسكين نصف صاع، أو أن يصوم الحاج أو المعتمر يوما عن إطعام كل مسكين.
- فدية الجماع : الفدية في الجماع أثناء الإحرام تعتبر فدية مغلظة فإذا قام المحرم بمجامعة زوجته قبل التحلل الأول بطل حجهما وكان لزاما عليهما الاستمرار في القيام بما تبقى عليهما من أعمال، ثم يقوما بقضاء حجهما العام القادم، والجدير بذكره أنه يجب على كلا منهما فدية وهي بدنه وتتمثل في الناقة أو الجمل، أما إذا حصل الجماع بعد التحلل الأول لا يبطل حجهما ولكن يجب عليهما ذبح شاة في الحرم المكي.