يتسمّر كثيرٌ من النّاس أمام شاشات التّلفزيون و هم يتابعون مسلسلات الحركة و التي تسمّى بمسلسلات ( الأكشن ) ، و إنّ ما يعجب النّاس فيها و خاصّةً فئة الشّباب ما تحتويه تلك المسلسلات من مشاهد البطولة و الشّجاعة ، فترى كثيراً من الشّباب يقتدي بشخوص هذه المسلسلات و أبطالها ، و لا ريب بأنّ هذه الشّجاعة هي مصطنعةٌ لأنّ بطل الفيلم أو المسلسل إنّتعرف ما هو مؤدٍّ لعمله و ممثّل ، و إنّ الشّجاعة الحقيقيّة هي في واقع الحياة ، و عند مواجهة تحدّياتها و عقباتها ، و عند مواجهة الأعداء في المعارك ، و قد وضع النّبي صلّى الله عليه و سلّم المعيار للحكم على الرّجل الشّديد القوي بقوله ليس الشّديد بالصّرعة و لكنّ الشّديد الذي يملك نفسه عند الغضب .
و قد كان النّبي صلّى الله عليه و سلّم أشجع النّاس يتوقّى به الصّحابة في المعارك و يكون أقربهم للعدو ، و قد حصلت في المدينة يوماً فزعة ، فهرع النّبي الكريم إلى فرسه و ركبها و هو يقول لن تراعوا ، لن تراعوا .
و قد ضرب الصّحابة أروع النّماذج في الشّجاعة و الإقدام ، و قد اشتهر عددٌ منهم بذلك ، فكان الزّبير بن العوّام و سعد بن أبي وقاص و خالد بن الوليد و المقداد بن الأسود رضي الله عنهم جميعاً ، و قد كان الصّحابة كلّهم شجعان لأنّهم تربّوا في مدرسة النّبي عليه الصّلاة و السّلام ، و قد برز سيّدنا علي بن أبي طالب فيهم ، و كان رجلاً شجاعاً مقداماً ما قاتل أحداً إلا هزمه و أرداه صريعاً ، و إنّ معارك خيبر و يوم الخندق و غيرها شاهدٌ على بطولاته و شجاعته .
و إنّ المرء الذي يريد اكتساب الشّجاعة في حياته ، عليه أن يتأسّى بسلفنا الصّالح و أن يتّخذهم قدوةً له في حياته ، و كذلك أن يتحلّى بالإيمان و التّقوى فهي خيرٌ زادٍ له في مواجهه الأعداء ، فقد بيّن الله سبحانه و تعالى أن من يخرج للجهاد بغير زادٍ من التّقوى سيكون عبئاً على المجاهدين ، قال تعالى ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ) صدق الله العظيم .