الغضب هو أحد المشاعر الإنسانية المتواجدة في جميع أصناف البشر على اختلاف أطباعهم و محدداتهم و صفاتهم، بحيث تتفوات هذه الصفة من إنسان إلى آخر فهناك من هادئون بطبيعتهم لا يغضبون كثيراً و لا يغضبون بسرعة، و هناك من يتصنعون الغضب حيث يعرفون بسبب غضبهم في المواقف التي لا تحتاج لكمية الغضب الكبيرة التي أظهروها، في حين أنهم لا يغضبون في المواقف التي تحتاج لذلك، و هناك أيضاً الناس الذين يغضبون بسرعة و من اتفه الأسباب، و الذين قد يميل فيهم الغضب إلى اتخاذ الحالة المرضية عند هؤلاء البشر الغاضبون، حيث أنهم ليسوا وحدهم من يعانون من هذه الصفة السيئة، بل حتى محيطهم و مجتمعهم يعاني مثلهم أو اكثر منهم أحياناً فالمحيط يتأثر بهم أكثر منهم. فقد تهدم أسر بسبب هذه الصفة السيئة و قد يحدث الطلاق و أسوأ حالات الغضب هي التي تؤدي إلى ارتكاب الجرائم كالقتل.
هؤلاء الناس الذين يعانون من هذه الصفة السيئة التي تنغص عليهم معيشتهم، و تشكل لهم ما يشبه أو يصل إلى الحالة المرضية المستعصية، يبحثون دائماً عن العلاج و دواء لحالتهم هذه، و قد لا يجدونه في كثير من الأحيان، و هم لا يعلمون أن علاج و دواء هذه الحالة المرضية يكون فيهم، فمعالجة الغضب لا يكون من الخارج بل يكون داخلياً نابع من الشخص نفسه، و ذلك عن طريق أن يتخيل الإنسان نفسه و هو غاضب كيف تصبح وتكون تصرفاته و كيف تصبح وتكون ردات فعله، و يجب أن يسأل نفسه هل يا ترى السبب الذي غضبت من أجله يستحق كل كمية الغضب هذه مني ؟، و سؤال هذا السؤال لا يكون في حالة الغضب أو بعدها مباشرة بل في حالة الهدوء و الاسترخاء، حتى يتم الحكم بموضوعية على الموقف الذي حصل و على ردة الفعل التي أظهرناها، كما أن الأشخاص المحيطون بالشخص الذي يعاني من مشكلة سرعة الغضب لهم أكبر الأثر في مساعدته على التخلص منها، حتى لا تستفحل عنده المشكلة و يتورط في ما لا تحمد عاقبته، فالغاضب يكون في بعض الأحيان فاقداً لعقله، مما يسبب له المشاكل وعيوب و الوقوع فيها. أما إن كانت الحالة الغضبية عند الإنسان وصلت إلى الحالة المرضية مستعصية فهنا يجب مراجعة الطبيب النفسي حتى تتم معالجته من هذه المشكلة الكبيرة التي تنغص عليه معيشته و معيشة من حوله من الناس المحيطين به.