يقول تعالى (خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزيكهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) الزكاة هي تزيكة للنفاس وتطهير لها من الذنوب والخطايا وهي أنواع: فمنها تعرف ما هو أحد أعمدة الدين، وهو إتاء الزكاه المفروضة في الأموال المخزونة أو الزرع أو الماشية وهكذا. ومنها المفروض فرض عين أو فرض كفاية. وزكاة الفطر إحدى أنواع الزكاة الواجبة على كل مسلم (يملك قوت يومه ولديه فائض عن حاجته الأساسية) سواء كان سيداً أم مملوكا (عبداً) فهي فرض عين. ويدفعها الشخص عن كل أهل بيته الواجب علية نفقتهم سواء كانوا أصولاً أو فروعاً أخ أو أخت يعيلهم كفارة لأخطاء الصيام وزلاته.
والدليل من قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث بالصحيحين: "فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، مِنْ الْمُسْلِمِينَ". ومقدار الصاع يساوي: (2.5) كغم تقريباً، يخرجها المسلم من القوت الغالب في بلده كالقمح مثلاً في معظم الدّول العربية أو الأرز وهكذا. ولهذا فإنّ زكاة الفطر هي: (2.5) كغم من القمح عن كل شخص، ويجوز إخراجها على شكل أرز، وهو من باب التّيسير على من يدفع الزكاة، كما يجوز إخراج القيمة نقداً. وبما أنّ سعر القمح تقريباً ستون قرشاً، فيكون الواجب عن كل شخص (150) قرشاً كحد أدنى، أمّا الزيادة فلا سقف أعلى لها.
والاحسن وأفضل أن تُخرج ما بين غروب شمس آخر يوم من رمضان ووقت صلاة العيد، ويجوز إخراجها خلال شهر رمضان المبارك. وبهذه الزكاة يستغني الفقراء عن الحاجة إلى الناس يوم العيد، فيجب على المسلم أن يخرجها بنفس طيبة، لما لها من اثر في نفوس الفقراء. حيث أنّ الأطفال لا يعرفون معنى الظروف المالية أو الصعوبات المادية التي يواجهها الأهل الفقراء، فكل ما يهمّهم يوم العيد هو اللعب والحلوى دون الشعور بأي مسؤولية لأنّهم أطفال ولا يقدرون أو يعرفون مشاكل وعيوب الحياة وصعوباتها.
ولذلك فإنّ إخراج زكاة الفطر قبل صباح العيد يسمح للأسر الفقيرة أن تقتضي حاجياتها وحاجيات أبنائها وأطفالها وأن يشعرو بالعيد وفرحته، خصوصاً الأطفال مثل باقي الأطفال دون إحراجهم أو أن يشعروا بالنقص أو القلّة والحرمان.
ومن هذا المنطلق جاءت حكمة الإسلام في إخراجها قبل صباح العيد ليتمكّن الفقراء من قضاء حاجاتهم.واذا تم اخراجها بعد ذلك فهي لا تعتبر صدقة فطر إنّما صدقة عادية. وهناك حالات استثنائية مثل الحروب والنكسات والكوارث الطبيعية التي قد تلحق بإحدى دول الجوار من المسلمين، وهنا يجب على المسلمين التكاتف والتوحد في مواجهة هذه الأزمات، وإن كان ومن الأولى اخراج الصدقات في أهل البلد نفسها أي الأقرب فالأقرب -والله أعلم- .