قال تعالى: "كي لا تكون دولة بين الأغنياء منكم".
جاء الدين الاسلامي لينشر المحبة والتألف والتعاون بين الناس ، واعتبر التعاون بينهم من أهم شيم الدولة الأسلامية ، التي تبني علاقاتها على أساس أن الدين للجميع ، ويجب أن يعم المنطقة بأكملها ، حتى يكتمل الدين ، ويتم على أحسن وجه ، وكان من بين الطرق ووسائل التي نادي بها الاسلام ليبث روح المساوة بين الأفراد ، هي سن الزكاة ، لاعتبارها الطريقة الأانسب من أجل التوصل إلى حياة مريحة على صعيد العلاقات الانسانية داخل الدولة نفسها ، وأن القصد من الزكاه هي تكافل المجتمع ، حتى لا تكون الأموال متكدسة بيد فئة معينة من الناس ،و هنا كان رأي الدين بضرورة الاسراع في تنفيذ أمر الله ، والعمل الجاد من أجل انجاح كافة المساعي التي تحقق روح الألفة بين الناس في المجتمع على حد سواء ،و على الرغم من أن المال التي يملكه الناس هو مال الله ، إلا أن الله أمرهم بأن يدفعوا منه للمستضعفين في سبيل توحيد الجهود الاسلامية ، ولتعليم المسلمين طريقة أن المجتمع يجب أن يكون خالياً من الأمراض النفسية التي أصبحت تتلاشى بمجرد أن أصبح التعامل بين الأفراد على أساس الأخوة الأصلية ، ولا مجال للمن وغيرها بين الأخوة .
عروض التجارة :
واعتبرت عروض التجارة من أهم الامور التي وجبت فيها الزكاة ، وكان لها النصيب الأكبر في الحصول على ما نريد ، فإن أردنا التحدث عن زكاة التجارة ، فالتجار أولى من غيرهم بدفع أموال الزكاة ، لأن الاموال تمر بين أيديهم بدون أي عوائق ، ويباشرون بالعمل ليلاً ونهاراً من أجل جمع المال ، وعروض التجارة هي كل سلعة من الممكن أن تباع أو تشترى في نظر الانسان ، ولا خلاف على هذه الأمور ، لأنها واضحة بالنسبة لنا جميعاً ، ومن أهمها الذهب والفضة ، والقمح
شروط زكاة عروض التجارة : ومن أهم هذه الشروط أن تبلغ هذه البضاعة حد النصاب ، كالذهب والفضة ، ويجب أن يحول عليها الحول ، وأن تكون جاهزة للتعامل معها في الأسواق المحلية وحتى العالمية ، وهذا من أهم الشروط ، وكما يجب أن يكون عند التاجر نية من أجل مشاركة الأعمال ، والعمل الجاد على اتمامها حتى النهاية ، فالنية إلا لم تكن واضحة للتجارة أصبحت لا تتضمن عروض التجارة ، ويختلف الحكم فيها من سلعة لآخري ، فالأمر راجع إلى قرار التاجر سواء بابقاء البضاعة أو مداولتها من تجارة لأخري ، فمن غير الطبيعي التعامل مع المواد الممتلكة معاملة المواد التي معدة في الأساس للبيع والتجارة ، سواء في الوقت الحالي أو فيما بعد .