والزّكاة معناها حصة معينة من مال أو زرع أو نحو ذلك يجب على صاحبها أن يخرجها ويبذلها للفقراء والمساكين والمحتاجين ونحو ذلك ومعنى الزّكاة هو الطّهارة والبركة ويدل ذلك على تطهير الزّكاة للنّفس من الدرن ونحو ذلك ، ولعظم أمر الزّكاة في الإسلام وعند الله تبارك وتعالى كانت الزّكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام فإنكار الزّكاة وعدم تأديتها يدخل صاحبه في الشبهات لأنه بإنكارها ينكر ركناً من أركان الإسلام وبالتقصير في أدائه يخل بركن من أركان الإسلام لذلك كان لزاماً على الإنسان المسلم أن يخرج زكاة ما يملك سواء كان ذلك ثمراً أو مالاً أو زرعاً أو نحو ذلك ، قال تبارك وتعالى في كتابه الكريم " والذين في أموالهم حق معلوم ".
ومن الأدلة النبوية في وجوب إخراج زكاة الزّروع والثّمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلّـم قد قال " فيما سقت الأنهار والغيم العشر وفيما سقي بالساقية نصف العشر " وفي هذا الحديث الصحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلّـم دليل على وجوب إخراج زكاة الثّمر والزّرع ولكن بضوابط منها أنه إذا كان الثّمر والزّرع قد سقي بماء السماء أو الأنهار ولم يكلف المالك عناء السقاية ونحو ذلك كان لا بد على المالك أن يخرج عشر ما عنده من الثمر والزرع، أمّا وفي حال تحمل المالك عناء سقي الزرع والثمر فكان لزاماً عليه أن يخرج زكاة زرعه وثمره وهو نصف العشر من الزّرع والثّمر، وفي هذه الحالة تخفيف على المالك لتحمله عناء السقي وتعبه.
إختلف العلماء فيما تجب الزّكاة من محاصيل الأرض فذهب افمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أن ّالزّكاة تجب في قليل الأرض وكثيره أي يجب أن تشمل الزّكاة حسب قوله على كل ما تخرجه الأرض من حبوب وثمر وخضروات وبقول وزهور ونحو ذلك وإستدلّ الإمام أبو حنيفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّـم الذي كنّا قد ذكرناه سابقاً، بينما ذهب بقيّة الأئمة الثلاثة إلى أنّ الزّكاة تجب فقط فيما يكال ويقتات الأرز والزبيب والبر، وإستدلوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلّـم " ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة " رواه مسلم.
وشروط إخراج زكاة الزّروع والثّمار هي على النحو الآتي: أن يكون الزّرع والثّمر من زرع الإنسان ولا يكون من شيء خرج لوحده من الأرض، وأن يكون قوتاً صالحا للتخزين، أن يكون الزّرع المراد إخراجه من جنس واحد وأن لا يكون مختلطاً، والنّصاب الواجب إخراجه من المحاصيل الزراعية خمسة أوسق أي ما يساوي ستون صاعاً ، ووقت إخراج زكاة الزّرع والثّمر يكون في وقت حصاده وموسمه لقول الله عز وجل في كتابه الكريم " وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} "
