الزّكاة
أوجد الإسلام الكثير من الحلول في قضايا ومجالات عدّة، ومنها المجال الاقتصاديّ حيث أرسى قواعد خاصّة في الاقتصاد، وهو اليوم علم قائم بذاته يُسمّى الاقتصاد الإسلامي، ومن أبرز الحلول لإيجاد التّكافؤ الاجتماعيّ بين أفراد المجتمع الإسلاميّ وحلّ مشكلة الفقر الزّكاة، وهي مبلغ مقدّر من المال فُرض ليدفع لفئة معيّنة من النّاس، وفي بعض الأحيان تُسمّى بلغة القرآن الكريم والسنّة صدقة كما جاء في سورة التّوبة آية 103، قال تعالى: "خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكن لهم"، وفي الحديث الصّحيح قال صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن: "أعْلِمْهُم أنّ اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقةً تؤخذ من أغنيائهم وتردّ على فقرائهم"، والزّكاة ثالث ركن من أركان الإسلام.
شروط الزّكاة
- الملك التّام، أي أن يكون المال ملكاً لصاحبه، ومستقرّاً عنده.
- أن تبلغ الأموال النّصاب.
- أن تزيد عن الحاجات الأساسيّة، أي المستلزمات الحياتيّة، واحتياجات العائلة.
- أن يمرّ على الأموال حولاً كاملاً، أي عام هجري كامل، لكن في حالة المحاصيل الزّراعيّة والمواشي فحساب الحول يختلف حسب موعد الحصاد، والإنتاج.
- النّماء.
طريقة حساب زكاة المال
المال الذي وجبت فيه الزّكاة هو الفائض عن حاجة الإنسان الأساسيّة، ويُقدَّر نصاب الأوراق النّقديّة والنّقود مهما اختلفت العملات بمقدار غرام الذّهب الخالص أي عيار 24، ويعادل النّصاب عشرين مثقال ذهب أي ما يساوي 95 غ أو 140 مثقالاً من الفضّة، فإذا بلغت الأموال مقدار النّصاب وجبت الزّكاة، وفي حال أنّ الأموال النّقديّة لم تصل النّصاب، يُضاف إليها الممتلكات من الذّهب والفضّة فإذا وصل مجموع قيمتها مع النّقد حدّ النّصاب، تُحسب الزّكاة على قيمتها.
ولحساب مقدار الزكاة نقديّاً تؤخذ نسبة 2.5% من قيمة الأموال المدّخرة، وأي أموال مدّخرة وجبت إخراج الزّكاة عنها إذا بلغت النّصاب ومرّ عليها حول كامل، مثلاً لو كان ادّخاراً لشراء شقّة أو أرض أو سيّارة وبلغ النّصاب، وجب إخراج الزّكاة عنها.
في حال أنّ المال بعد أن زُكّي تحوّل إلى محصول زراعيّ مثلاً أو ماشية، فإنّ المال النّاتج عن بيع هذا المحصول لا يُزكّى عند إخراج الزّكاة، لأنّه لم يمرّ عليه حول كامل، ولم تنطبق عليه شروط الزّكاة، كما جاء في الحديث الشّريف: " لا ثني في الصّدقة"، أي لا يجب إخراج الزّكاة مرّتين لنفس المال في نفس العام، وقبل إخراج الزّكاة يجب أن تُدفع الدّيون كاملةً إن وجدت.
