فرض الله الصّلاة على أمة محمد في السّنة الثانية للهجرة، وجعلها فرضاً حتمياً عليهم، حيث أنّها عماد الدّين، فإن صلحت صلح سائر الدين، وان فسدت فسد سائر الدين، وتعتبر الصّلاة الطريق الأول للدخول في دين محمد صل الله عليه وسلم، حيث أنّها تقرب الناس من بعضهم، فهم يصطفون في صفوف متساوية، لا يفرق بينهم شيئاً، فالفقير يقف بجانب الغني، والأبيض يقف بجانب الأسمر، وكلهم تجمعهم كلمة واحدة، حيّ على الصّلاة .
وبعد أن شرع الله الصّلاة، شرع الأذان لينبه الناس إلى مواقيت الصّلاة، ويجمعهم في صفوف متساوية، فالمسجد هو البيت الذي يقام فيه فرض الله، وراء إمام، يؤم المسلمين بالصّلاة، ويعتبر هذا الإمام أشبه بالقائد وقت المعركة، فهو الذي يحدد الأوقات التي يجب فيها السجود، أو الرّكوع وغيرها .
كيف أصلي وراء الإمام :
تعتبر الصّلاة الجماعية احسن وأفضل من الصّلاة فراداً بأربع وعشرين مرة، ووصّى بها النبي صل الله عليه وسلم ، ليزداد الأجر، ويصبح الأمر عادة بين الناس .
1. عليك أن تصطف في صفوف متساوية، وألا تترك فراغاً بينك وبين الشخص الذي بجانبك، وحاول قدر المستطاع أن تفسح المجال للمصلين من حولك، حتى ينالوا شرف الصّلاة الجماعية .
2. عندما يكبر الامام تكبيرة الإحرام، عليك أن تكبر مثله برفع يديك إلى مقدمة الرأس، وتقول الله أكبر، ويجب أن تخفت صوتك، فقط صوت الامام هو الذي يجب أن يبرز في الصّلاة الجماعية .
3. إذا كانت الصّلاة ظهراً أو عصراً، فإن فرضها يكون في سر الإمام، فقط هو يكبر، وأنت تقرأ في سرك، أما إن كانت الصّلاة مغرباً أو عشاءً أو فجراً، فإنها تكون جهرية، والإمام فقط هو من يقرأ في أثنائها، وأنت عليك أن تعيد ما يقرأ في سرك، وعند قراءة الفاتحة يتحين عليك أن تنطق بكلمة أمين بصوت مرتفع كغيرك من المصلين .
4. في الرّكوع عليك ألا تسبق الإمام في اى حركة يقوم بها، بل انتظره يركع ثم قم بما يفعل، ولاترفع رأسك حتى يكبر الإمام، ويرفع برأسه، وإجعل ظهرك مستوٍ، أي لا يكون مرتفع جداً، ولا منخفض جداً .
5. في حال القيام من الرّكوع اياك أن تنظر للأعلى، ورتّل الدعاء الذي يتلوه الإمام أو أمن عليك في سرك، وعندما يقوم بالسجود إتبعه بعد أن يكبر، ثم إياك أن ترفع رأسك حتى يرفعها هو، وعند قراءة التشهد، لا تسلم قبل أن يسلم هو، وإنتظره حتى يختم على الصّلاة، ثم سلّم أنت، ويمكنك أن تنتظر قليلاً إن كان هناك خطبة قصيرة بعد الصّلاة، وأمّن على دعائه، فهو يكون في ساعة مباركة، وتحف مكانكم الملائكة .
