خلقنا الله سبحانه وتعالي ، وجعل لنا الكرامة ، والحياة الكريمة ، التي نحتاجها فعلا ، فلولا فضل الله علينا ورحمته ، لكنا الآن مختلفين في حياتنا ، نعاني من كل شيء يحيط بنا ، فالله سبحانه أنعم علينا بالصبر والسلوان ، أما الأطفال فهم نعمة الله على الأرض ، فقد سماهم الله بزينة الحياة الدنيا ، نظرا لأنهم يجملون كل مكان يقبعون فيه ، فلولاهم لآصبحت الحياة كالصحراء الجرداء ، لا ماء فيها ، ولا هواء يحركها ، ويجري المياه على أراضيها ، والعظيم في الأمر أن الله يخلقنا على الفطرة الحسنة ، ليتولد لدينا الشعور بلذة الدنيا والدين في أن واحد ، فنستمتع بالحياة ، ونرضي الله سبحانه بالدين الحنيف الذي فطره على الأمة جمعاء ، ولا بأس إن كانت الحياة ضنكا في معظم أوقاتها ، فالله إن أضاق على عباده ، إنما ليخلفهم خيراً منها ، ويوفر عليهم بأساً ، وشدة لا مثيل لها ، قد تعصف بهم ، فتهلكهم .
الأطفال :الأطفال هم جمال الحياة وروعتها ، وهم الروح التي يبثها الله في جسد الأم ، لتستشعر بحلاوتهم ، وتعرف قيمتهم في حياتها ، فهم الاجمل دائما ، والأحلى في نظر الجميع ، حتى وإن غلب عليهم الطابع المشاغب ، الذي يجعلنا نشعر بالصعوبة في التعامل معهم ، فتربية الأطفال تتطلب جهدا عظيما ، من الأب والأم على السواء ، فتعب الام مرهون بتربيتهم ، والمحافظة على صحتهم ، وأما تعب الاب ، فهو مرهون بتوفير احتياجاتهم ، وتوفير كافة السبل التي تؤدي إلى راحة كبيرة يشعرون بها ، في صغرهم ، وحتى عند الكبر .
كيف أحبب أطفالي في الصلاة :
أولاً: يجب أن نستذكر أن الصلاة هي عماد الدين ، وهي الأولى من غيرها من العبادات ، فهي في المقام الاول ، الهدف الأسمى الذي يحب المسلم أن يرقى له ، وقد حدد الدين السن الذي يستلزم على الطفل ان يلتزم بالصلاة ، فقال الرسول صل الله عليه وسلم " علمو أولادكم الصلاة لسبع ، واضربوهم لعشر " بمعنى أن الطفل يجب أن يعتاد الصلاة قي سن السابعة ، وفي الغالب ، فإن هذه الفترة ليست مرحلة البلوغ ، وانما الهدف منها أن يبدأ الطفل بالتعود على اقامة الصلاة ، والمداومة عليها ، ويمكن للأم أن تعود أبناءها على الصلاة من خلال قيامها بحركات الصلاة أثناء وجودهم ، فالطفل يحب أن يقلد أبواه ، فإعملي على أن تكوني مثالا حسنا ، وارتدي ثياب الصلاة وعلمي ابنك على حركات الوضوء بشكلها الصحبح ، ولا تقولي أنه صغير ، بعدها صلي معه أكثر من مرة بشكل جهري ، حتى يعتادها ، بعدها أيقظيه عند موعد كل صلاة ، ولا تتركيه حتى يعتادها ، وعندما يعتادها ، فإنها تصبح بالنسبة له أمر لا يمكن الاستغناء عنه .