فرضَ اللهُ على المسلمينَ الصّلاة عندما صعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماواتِ العُلى في ليلةِ الإسراءِ و المعراجِ إلى خمسينِ صلاةٍ ، ثم اعتمدت الصّلاةإلى خمسةٍ في اليوم ( صلاة الفجر ، وصلاة الضهر ، و صلاة العصر ، وصلاة المغرب ، وصلاة العشاء ) . فالحمدلله الذي رحمنا الله برحمته و جعلها خمس صلوات لكي لا يشقى الإنسان في الصّلاةو يستثقلها عليه فينفر منها .
و الصّلاةمن أركان الإسلام الهامّة جداً ، فهي الصّلة التي تربطنا بالله عز وجل ، فنصلي حُباً بالله تعالى ، و طمعاً في أن يرحمنا برجمته ويغفر لنا ذنوبنا و زلاتنا ، فالصّلاةتعمل كمطهّر لك على مدار اليوم من ذنوبك اليومية ، فكلما ههمت بصلاةٍ في اليوم ، يغفر لك ما سبق هذه الصّلاة.
و أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصّلاة، لمكانتها العالية في الإسلام ، فلا يجوز أن تكون مؤمناً تؤمن بوجود الله و بقوته و عزته و أن لا تصلي ، فالصّلاةاعتراف واضح بضعف الإنسان و حاجته القوية لله تعالى في كل شؤون حياته ، فبصلاتك تفتح لك أبواب الرحمة ، تغفر ذنوبك بها ، يرزقك الله من فضله ، و يكرمك في الدُنيا و يكرمك بالجنة في الآخرة .
و الصّلاةهي عمود الدين ، فكيف البيت لا يقوم إلا بأعمدته التي تسنده ليبُنى و ترفع أسقفه ، كذلك الصّلاة؛ فهي التي يقوم عليها دينك و إيمانك ، فلا يجوز أن تقوم حياتك و تتقدم فيها و تتوقع الرزق من الله الواسع و الرحمة منه وأنتَ لا تقوم بأساس الدين و أساس علاقتنا مع الله تعالى وهي الصّلاة. و قال الله تعالى في القرآن الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " .
فالصّلاة تُعينك على مشقّاتِ الحياة ، وتُعطيكَ الأمل و الصبر بأن الله قريبٌ منك عند دعائك له في صلاتك في سجودك في يومك في حياتك . ومن عظيم أهمية وفائدة الصّلاةأنها فرضت أيضاً على الأنبياء كما فرضت على كل المسلمين ، فخاطب الله سيدنا موسى عليه السلام في القرآن و قال له : ( وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) . سورة طه
فالله فرض الصّلاةعلى المسلين عامّةً ، غني و فقير ، كبيٌر و صغيرٌ بالغ ، ذكرٌ و أنثى ، و ما فُرضت الصّلاةلشقاءِ الناسِ ، بل هي من أجملِ نِعمِ الله تعالى على المسلمين ، فشفاءُ الروحِ فيها .