الإيدز هو أحد الأمراض المناعية الوبائية و أكثرها خطورة على الإطلاق نظراً لعدم وجود علاج و دواء أو لقاح له منذ إكتشافه في عام ألف و تسعمائة و واحد و ثمانين ، و سمي بهذا الإسم اختصاراً للإسم العلمي بالإنجليزية ، و الذي يعني متلازمة نقص المناعة المكتسبة . و يسمى بالفرنسية إختصاراً أيضاً ( سيدا ) ، و في العربية حاول اللغوين أن يضعوا اسماً للمرض ، فأسموه ( دانوم ) و هو الإختصار لداء نقص المناعة المكتسب .
يعتبر مرض الإيدز من أكثر المراض شهرة نظراً للخطورة الشديدة التي يتميز بها و التي تؤدي إلى وفاة جميع المصابين في كل الأحوال ، و لا يمكن للأطباء سوى محاولة إعطاء المصابين المزيد من الوقت في الحياة عبر إمدادهم بالأدوية الازمة لمعالجة الأعراض و توفير بيئة صحية قدر الإمكان ليعيشوا فيها ، عن طريق تخصيص مصحات و أماكن عازلة عن المرضى الآخرين . و هناك سبب آخر أدى إلى ذيوع صيت المرض ، و هو الشائعات التي صاحبت انتشاره و أدت في العديد من الأحيان إلى زيادة نسبة الإصابة ، فقد أشيع في البداية أن هذا الداء يصيب المثليين جنسياً فقط ، و قد أدى هذا إلى ظهور نوع من العلاقات المثلية بين مصابين و أصحاء من أجل نقل المرض للأصحاء ، حيث كان الأصحاء يرغبون في نقل المرض إليهم من أجل التوكيد على الفخر بمثليتهم .
و مرض نقص المناعة المكتسب أو الإيدز يسببه فيروس يسمى ( إتش آي في ) ، و هو المسبب لهذا المرض و يقوم بتدمير أنواع معينة من خلايا الدم البيضاء ، و من ثم إضعاف الجهاز المناعي لجسم الإنسان ، و يبدأ الفيروس عمله من الغدد الليمفاوية ، و يستمر لفترات طويلة في تدمير تلك الخلايا ببطء بشكل يجعل المريض بلا وسائل حماية طبيعية من أقل أنواع البكتريا تأثيراً على الإنسان العادي ، و عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض ، أهمها الإلتهابات الرئوية و الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي ، بالإضافة إلى ظهور أنواع من السرطانات ، و تؤدي سلسلة الإصابات التي تحدث للمريض لوفاته في النهاية بسبب الإصابة بأحد الفيروسات التي لا يستطيع الجسم مقاومتها ، حيث لا يتسبب المرض في وفاة المريض بشكل مباشر ، بل يسبب ذلك الإصابات الناتجة عن عدم وجود جهاز مناعي . و قد استطاع الأطباء الحفاظ على حياة العديد من المصابين لسنوات عديدة عبر محاولات تقوية وتنمية الجهاز المناعي و الحرص على عدم الإصابة بالأمراض .
