الظواهر الاجتماعية
الظاهرة الاجتماعية هي الفعل الذي يقوم مجموعة من الناس بممارسته أو يعانون منه أو يتعرّضون له أو يعانون من نتائجه، وعندما تكون الظاهرة الاجتماعية ببعد سلبيّ على البيئة والمجتمع فعندها يطلق على هذه الظاهرة اسم المشكلة الاجتماعية أو social problem، فعند ذلك تتحوّل الظاهرة الاجتماعية إلى مشكلة، فالمصدر الحقيقيّ للمشكلة الاجتماعيّة هو وجود خلل في بعض مجالات المجتمع أو كلها.
من المهم أن نعرف أنّه من الصعب تحديد سبب المشكلة الاجتماعية، فلا يستطيع الدارس تحديد مصادر المشكلة الحقيقية أو المسؤول عنها بشكل مُطلق وحقيقي، فيجب أن يعي الباحث عن ما هى اسباب المشكلة العديد من التداخلات والأفعال التي تكون معاً كحالة الفقر والأمية التي انتشرت في المجتمعات على اختلافها ثقافاتها، وغالباً ما تصنّف كلّ من الأمية والفقر كقضية اجتماعية Social issues فهي ليست ظاهرة اجتماعية بسبب نتائها التي تستوجب حلها بتشارك المجتمع.
هذه التسميات تظل متشابهة ومتقاربة في غالب الأحيان فالفعل السلبي المنتشر يسمّى الظاهرة الاجتماعية أو Social phenomena، فلا يوجد مرجع علميّ مختصّ بعلم الاجتماع يقوم بتحديد أو التفريق بين القضية الاجتماعية أو السلوك كظواهر، فغالباً ما يطلق عليها جميعا اسم ظاهرة اجتماعية.
الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم
صنف الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إميل دور كايم الظاهرة الاجتماعية أنّها أحد أنواع السلوك الثابت وغير الثابت، وهي تشكل نوعاً من أنواع الضغط الخارجي على جميع أفراد المجتمع.
خصائص الظاهرة الاجتماعية
- جماعية: فهي سلوك غير فردي بالضرورة ويخص الجماعة فلا يصف الأفعال الفردية، وتظهر في السلوكيات الجماعية والتي تتخذ شكلاً واحداً واتساقاً وانسجاماً واحداً.
- الالتزام: فهي حالة من القهر والجبر التي تمارس كأيّ سلوك جماعي وكظاهرة اجتماعية فيتشكل ما يسمّى بالعدوى الاجتماعية لتنتشر الظاهرة بين المجتمع.
- الطابع الإنساني: هذه الخاصية تميز الظاهرة الاجتماعية فهي ترتبطها بالمجتمع الإنساني بعيداً عن باقي الكائنات، كما يمتاز المنهج المختص بعملية البحث الاجتماعي الإنساني عن باقي المناهج والبحوث المُختصّة بأمور البحثيّة الأخرى.
- تلقائية: الظاهرة الاجتماعية هي حالة تلقائية وطبيعيّة وهذا لوجود الحياة الاجتماعية والتفاعل والاجتماعي بين مختلف الأفراد في المجتمع كعادة.
- ترابطية: أي أن عناصرها مُترابطة ترابُطاً وظيفياً وعضوياً وعموماً، فالظّاهرة الاجتماعية تشتقّ من المظاهر الجمعية والمعتقدات والممارسات الجمعية.
يمكن التعرّف على أي ظاهرة اجتماعية من خلال القوة القاهرة المُمارسة على الأفراد في المجتمع والتي تتجسد في أنماطهم السلوكيّة، وقد عرفت العلوم الاجتماعية المختصّة بالظواهر الاجتماعيّة والتي تنتج عن مواقف الحياة اليوميّة المختلفة بأنها: هي النُظم الاجتماعية والاتجاهات العامّة والقواعد التي يشترك فيها أفراد المجتمع على اختلافهم أن يتخذّونها كأساس لتنظيم حياتهم العامّة، وهي التي تتحكم بمدى تنسيق العلاقات التي تربط بعضهم ببعض، كما النظم التي تنظم الشؤون السياسية والقضائية والاقتصادية والعقائدية والخلقية في المجتمع بشكل عام.