كيف تتم الخطوبة
فترة الخطوبة هي من اجمل وافضل اللحظات التي قد يعيشها اثنين، خاصّة إن لم يعرف أي منهما الآخر قبل الخطوبة، فتصبح هذه المرحلة بمثابة التعارف، ويُقدم كل منهما احسن وأفضل ما عنده، وجميع إيجابياته، حتى ينال رضى الآخر، ثم انتهاء هذه الخطوبة بالزواج، ولكن كيف تتم هذه الخطوة.
تتمّ الخطوبة من خلال عدّة مراحل يمرّ بها الخاطب، وذويه من جهة، والمخطوبة، وذويها من جهة أخرى، وهي كالتالي:
مرحلة التعارف
تبدأ من خلال ذهاب والدة وشقيقات وأيّ من قريبات الخاطب إلى منزل الفتاة، بحيث تكون مرحلة تعارف بين النساء، وقد يذهب الخاطب معهن لرؤية الفتاة، وقد يذهب الخاطب مع عائلته كوالده ووالدته، وكلّ ذلك يتمّ بحسب عادات الناس، وعادات ذوي الفتاة، وقد تتعدد جلسات التعارف، بحيث يُعرّف الخاطب بعمله، ودراسته، ودخله، وسكنه، ويجلس كلّ من الشاب والفتاة مع بعضهما البعض ويتحدّثان سوياً ليتعرّف كلّ منهما على الآخر عن قُرب.
مرحلة السؤال
هنا وبعد أن يعُجب كلّ من الطرفين بالآخر، وكذلك الأهل، تبدأ مرحلة السؤال، بحيث يقوم كل من ذوي الشاب والفتاة بالسؤال عن بعضهم البعض، والتأكّد من المعلومات قدّمها الخاطب عن نفسه، وكذلك العكس بالنسبة لأهل الفتاة، وبعد أن يطمئن كلاً من الطرفين بأنّ هذا النسب مناسب، ولا مانع من الارتباط، يتم الاتصال مع ذوي الفتاة لأخذ موعد للتفاهم على المهر وغير ذلك من تفاصيل الخطوبة والزواج.
مرحلة الاتفاق
في هذه الجلسة قد يحضر فيها كبار عائلتي الشاب والفتاة، لأنّه وفي هذه المرحلة يتمّ الاتفاق على قيمة المهر المقدّم والمؤخّر، والشبكة، وغيرها من الأمور التي يرغب كل منهما بالاتفاق عليها مسبقاً، حتى يكونوا على بينة وعلم قبل كل شيء، وبعد الاتفاق قد تُقرأ الفاتحة على نية التوفيق.
الجاهة
هنا يتوجّه الخاطب مع أسرته، وأقاربه، من أعمام، وأخوال، وأنسباء، ومعارف إلى مكان تواجد أهل الفتاة الذي يكونون بانتظارهم مع أقاربهم وأنسبائهم ومعارفهم، وهذه المجموعة المتوجّهة إلى أهل الفتاة تُعرف بالجاهة، ويترأس هذه الجاهة أحد أكبر أقارب العريس أو معارفه من حيث الجاه أو المنصب أو السن، ويتقدّم بطلب يد الفتاة من ذويها، ويرد عليه بالطلب من هو في نفس شأنه من السن أو المنصب أو الجاه، أو قد يطلب الوالد لابنه من والد العروس، وكل ذلك بحسب العادات والتقاليد، وهنا ومتى ما قبِل ذوي الفتاة الطلب، تُقرأ الفاتحة، وتوزّع الحلويات على الجميع.
حفل الخطوبة
قد يكون الحفل في ذات اليوم الذي تتمّ به الخطوبة ثم يبدأ الحفل، بالأغاني وتوزيع الحلويات والمشروبات على الجميع، ابتهاجاً وإعلاناً رسمياً لهذه الخطوبة.
عادات وتقاليد
ما سبق هو ما يتم في معظم الأحيان، ولكن قد تختلف العادات والتقاليد، وقد تكون أبسط من ذلك، أو أنّها قد تكون أصعب من ذلك، فلكل بلد عاداتها وتقاليدها، فمن الناس من يشترطون على الخاطب إبرام عقد الزواج، ودفع المهر، ولكنها تبقى خطوبة، حتى ليلة الزفاف والدخول على عروسه.
الخطوبة في الإسلام
الخطوبة ليست زواج، بل هي وعد بالزواج؛ لأنّ الزواج لا ينعقد بقراءة الفاتحة، أو بقبض المهر، أو بقبول الهدية، ويستطيع أي من الخاطبين أن يفسخ هذه الخطوبة، وله أن يستردّ جميع ما دفع، ولكن الشرع يفرق بين حالتيّ الخطبة العادية، والخطبة التي يتم فيها عقد القران الذي لم يتم فيه الدخول، فهي بالنسبة للشرع زوجته، ولكنه عقد قران بدون دخول، وله ضوابط معيّنة نظمتها الشريعة الإسلامية.