ظاهرة الهجره
تعرّف الهجرة على أنّها انتقال الشخص أو الجماعة من مكان إقامتهم الدائم إلى مكانٍ آخر، وقد تكون الهجرة لفترةٍ زمنيةٍ محددةٍ أو بقصد الإقامة الدائمة، وقد تكون الهجرة فرديةً أو على شكل جماعاتٍ، وقد أصبحت اليوم ظاهرةً عالميةً.
دوافع الهجرة
العوامل الاقتصادية
إنّ توزيع السكان غير منتظمٍ على مستوى دول العالم بشكلٍ عامٍ وعلى مستوى الدولة الواحدة، فهناك دولٌ ذات كثافةٍ سكانةٍ عالية في الوقت الذي توجد فيه دول ذات عددٍ سكاني قليلٍ واستغلال مواردها بحاجةٍ إلى المزيد من الأيدي العاملة، فهجرة الأيدي العاملة هي مصلحة لكلتا الدولتين على افتراض أن عملية الهجرة منظمة ومدروسة.
أما إذا كانت هجرة غير منضبطة، فإن ذلك يسبب مشاكل وعيوب للدول المهاجر إليها، فيزيد الضغط على المرافق العامة وتنتشر الأحياء الفقيرة حول المدن الرئيسية وتظهر المشاكل وعيوب الاجتماعية في هذه الأحياء، وإذا كانت هذه الدول قادرة على تأمين فرص عمل فيكون ذلك إيجابياً، فيزيد حجم الاقتصاد في هذه الدول كتعرف ما هو الحال في دول الخليج العربي، حيث تتوفر فرص عملٍ بمردودٍ اقتصادي كبيرٍ، أو كالهجرة إلى أمريكا.
الهجرة الدينية
لقد كان هذا الشكل من الهجرة موجوداً في العصور القديمة، حيث كان الإنسان يتعرض للاظطهاد بسبب معتقداته الدينية، فتصبح حياته صعبةً من خلال تعرضه للمضايقات فيضطر للهجرة إلى بلادٍ أخرى لضمان سلامته وممارسة معتقداته الدينية بحريةٍ.
العوامل السياسية
عاشت دول العالم مرحلةً تاريخيةً كانت الحرية الفكرية معدومةً فيها، فلا يملك الفرد حريته الفكرية ويتعرض للسجن والتعذيب ومصادرة أملاكه فيضطر للهجرة الى خارج بلده بحثاً عن الأمن والأمان.
الحروب الأهلية
يعد هذا النوع من الهجرة من أكثر الأشكال وجوداً في عالمنا المعاصر، إذ يتعرض سكان الدولة بالكامل للقتل والموت نتيجة اقتتال فئاتٍ محليةٍ مما يلحق الدمار والموت بالناس والممتلكات والأطفال مثل الهجرة العراقية، والهجرة السورية إذ وصلوا إلى جميع بقاع العالم وتضررت بعض الدول بسبب هجرة أعدادٍ كبيرةٍ إليها تفوق إمكانياتها المادية.
الهجرة القسرية
هذا النوع من أكثر أشكال الهجرة قساوة، فعندما تتعرض دولةٌ إلى الاحتلال العسكري من قبل دولةٍ أخرى فيقوم العدو المحتل باقتلاع المواطن من بيته ووطنه فيتيه في الأرض بحثاً عن الأمان وفي نفسه غصة إحساسه بالضعف وعدم قدرته على مواجهة هذا العدو، مثلما تعرّض له الشعب الفلسطيني الذي احتل أرضه العدو الصهيوني، وما زال هذا الشعب يعيش تحت نيران الاحتلال في الوقت الذي تحررت فيه جميع دول العالم التي تعرضت للاستعمار وحصلت على استقلالها وحرية شعوبها.