العمل التطوعي
العمل التطوعي هو أحد المفاهيم التي تنتشر في أيامنا الحالية في المجتمع، والتي أصبحت تلاقي إقبالاً كبيراً من الجميع وخاصةً من فئة الشباب الذين يرغبون في إصلاح مجتمعاتهم، والرقي فيها نحو الأفضل، فالعمل التطوعي هو العمل الذي يقوم به الأشخاص من دون أيّ مقابلٍ ماديٍّ خدمةً لمجتمعاتهم.
وهي التي تنبع لدى الأشخاص من نابعٍ إنسانيٍّ، وقد انتشر المفهوم وتعريف ومعنى في العالم بشكلٍ كاملٍ فوجدت العديد من المؤسسات غير الربحيةٍ بهدف العمل التطوعي فقط، وأصبح العديد من الأشخاص يشاركون فيها إمّا عن طريق انتسابهم لمثل هذه المؤسسات أو عن طريق الاشتراك في بعض المناسبات التي يتم تنظيمها بحسب أوقات فراغهم.
أهمية وفائدة العمل التطوعي
فللعمل التطوعي العديد من الأهداف المختلفة ، وقد أصبحنا نلاحظها بشكلٍ كبيرٍ والتي تبدأ في خدمة المجتمع والرقي به كما ذكرنا عن طريق تخفيف المشكلات المنتشرة في العالم وسدّ الفراغ الموجود في العالم نتيجة نقص بعض المهن، وتقريب المجتمع من بعضه البعض، وزيادة روح التكافل الاجتماعي بين الناس من جميع الطبقات وتقوية وتنمية الروابط فيما بينها، وهو ما يؤدي في نهاية الأمر إلى تكوين مجتمعٍ متلاحمٍ مترابط لا يحتوي على مفهوم وتعريف ومعنى الطبقية.
وكما أنّ العمل التطوعي يعمل على مساعدة الحكومات في خدمة فئات الشعب المختلفة عن طريق مساعدة الشعب لبعضه البعض وغرس حبّ التعاون في نفوس الجميع، والعمل التطوعي لا يقتصر فقط على أبناء المجتمع الواحد، بل إنّه يتعدى ذلك إلى مساعدة جميع الناس حول العالم وخاصةً ممّن يعانون من الحروب أو النكبات، فجميع الناس من حول العالم معرضون للكوارث سواءً الطبيعية منها، أو تلك التي تحدث من الإنسان نفسه، والتي يسقط فيها العديد من الضحايا من الأبرياء، فيساعد العمل التطوعي على تقديم الدعم من المجتمعات من حول العالم إلى هؤلاء الأشخاص من نابع الإنسانية، فيستطيع بذلك هؤلاء الخروج من مثل هذه الكوارث بسرعةٍ أكبر وبضررٍ أقلّ.
وكما كشفت الدراسات آثاراً إيجابيةً للعمل التطوعي على صحة المتطوعين، فلوحظ أنّ للعمل التطوعي فائدةً كبيرةً في تقليل التوتر والمشاكل وعيوب النفسية المختلفة لدى المتطوعين، بالإضافة إلى فوائدها على الصحة الجسدية؛ كتقليل ضغط الدّم وتخفيف الوزن في بعض الأحيان، ويرجع السبب في ذلك إلى دخول الجهد البدني في العمل التطوعي، عن طريق العمل في المهن المختلفة.
معوقات في العمل التطوعي
لا بدّ أن تواجه الأعمال التطوعية بعض المعوقات، فتوجد العديد من المعوقات فيما يخصّ العمل التطوعي على وجه العموم، وأولها هو تغيير أهداف هذا العمل، فالتطوع هو أمرٌ نبيلٌ يهدف إلى خدمة المجتمع، ولكنّ بعض الناس قد يقومون بالأعمال التطوعية بدوافع أخرى في نفوسهم ؛كالرياء على سبيل المثال أو من أجل الوصول إلى مناصب معينة، وهو ما يبعد هذا العمل عن معناه الحقيقي ويدمّر أسمى أهدافه وهو التكافل الاجتماعي.
وأمّا المعوق الآخر فهو نقص الأموال الكافية للقيام بالأعمال التطوعية، فالأعمال التطوعية تتلقى النقود اللازمة للقيام بالمشاريع المختلفة من الدعم، التي تحصل عليه من المؤسسات والأفراد والتبرعات المختلفة، وهو ما قد يكون قليلاً في بعض الأحيان، ممّا يسبب أزمةً في إكمال الأعمال.