جدول المحتويات
حياة الإنسان
لا بدّ وأن تعترض المشاكل وعيوب والمنغّصات حياة الإنسان، فدون مثل هذه الأمور لا تتّضح الصورة، ولا يكتمل معنى الحياة، ولا يمكن لأي إنسان أن يختبر قدراته الحقيقية التي يتوفر عليها، ممّا يجعله كالمغترب في هذه الحياة، وبالتالي يفقد الإحساس بالحياة، والخبرة بها. بعض الناس يسقطون تماماً عند أول مشكلة قد تواجههم؛ فهم كالزجاج الهش لا يستطيعون المواجهة، ولا النسيان، ولا يقدرون على التعلم لا من أخطائهم ولا من أخطاء غيرهم، فيعيشون حياتهم وكأن ساعتهم الزمنية توقّفت عند اللحظة التي وقعت عندها المشكلة.
الوضع الطبيعي أن يبدأ الإنسان صفحة جديدة يكمل عليها تدوين لحظات حياته المختلفة، وأن لا يقف عند الصفحة التي أخطأ عليها، والتي واجهته فيها مشكلات لا حصر لها، فقد امتلأت هذه الصفحة بالسواد، وصارت بحاجة إلى تجاوز وتجديد.
البدء بصفحة حياتية جديدة
- يجب على الإنسان أن يمتلك الصلابة، والثقة بالنفس، وأن يدرك أنّ كل ابن آدم خطاء، وأن خير الخطائين هم التوابون، ومن يتعلمون من أخطائهم وينهضون بعدها مستثمرين إمكاناتهم وطاقاتهم ورأس مالهم المكون من الوقت، والعقل.
- التحلّي بالقدرة على نسيان الماضي، والتعلم من أخطائه، مع الاهتمام بالنقد الإيجابي، والبعد عن جلد الذات؛ فجلد الذات يُحطّم المعنويات، ويدمر الشخصية، ويثبط الإنسان، ويلغي إمكانياته وقدراته المختلفة.
- البعد عن الأشخاص السلبيين الذين لا يعرفون إلا الإحباط والسلبية، والذين لا يعيشون حياتهم كما ينبغي لهم أن يعيشونها؛ فهؤلاء الأشخاص من الما هى اسباب الرئيسية للبقاء في الصفحة ذاتها، وعدم طيها والانتقال إلى واحدة أخرى جديدة، وفي هذا السياق فإنه ينبغي على الإنسان أن يبتعد أيضاً عن الأشخاص الذين يعملون وباستمرار على تذكيره بماضيه، وكأنهم أشخاص كاملون لا يخطؤون، فلو أرخى أذنيه لما يقوله هؤلاء الأشخاص لامتلأ قلبه حزناً وإحباطاً أيضاً.
- التخطيط الجيّد، وتطوير الذات بالشكل الأمثل، ومحاولة معالجة نقاط الضعف الموجودة سواءً في الشخصية نفسها، أم في المهارات المكتسبة.
- التعامل الجيّد مع الآخرين؛ فهذا من دواعي النجاح والوصول إلى المبتغى، كما وينبغي الحرص أيضاً أثناء التعامل مع الناس، فليسوا كلهم أخياراً، وليسوا كلهم على مستوىً عالٍ من الثقافة، والعلم، والأخلاق.
- التحلّي بالأخلاق الرفيعة والفاضلة، فالأخلاق الجيدة هي التي تعكس صورة جيدة عن الإنسان، وتجعله يرتقي ويتطور، ويتجاوز الماضي الأليم.
- مساعدة الآخرين ممن يحتاجون إلى مساعدة؛ فمتعة العطاء لا تعادلها متعة، وهي تجلي الحزن عن الهم، وتغفر أخطاء الماضي مهما كانت.
- محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه وتداركه من الماضي، كأن يعيد الإنسان علاقته مع الأشخاص الذين انقطع عنهم، أو أن يعتذر لأشخاص أساء إليهم، أو أن يعيد الحقوق إلى أصحابها، وهكذا.
- الاهتمام بالنواحي الروحانية، وتقوية وتنمية العلاقة مع الله.