دور السيدة فاطمة في الدعوة
تعرّض النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام في بداية دعوته إلى كثيرٍ من الصّد والأذى من قومه، ولم يسلم البعيد ولا القريب من ذلك، فقد شارك عمّ النّبي أبو لهب عليه لعنة الله و زوجته أم جميل في ذلك، فقد كانوا يضعون القاذورات والأذى أمام بيت النّبوة الطّاهر، وقد تصدّت إحدى بنات النّبي عليه الصّلاة والسّلام لمهمّة الذّب عن النّبي الكريم والدّفاع عنه وتطهير عتبة بيت النبوة وهي السّيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها التي بقيت تنافح عن أبيها ورسالته بكلّ قوّةٍ وثبات حتّى في أحلك الظّروف وأصعبها حيث صبرت مع بني هاشم حينما حوصروا في شعاب مكّة ثلاث سنين.
زواج فاطمة من عليّ رضي الله عنهما
ولدت السّيدة فاطمة رضي الله عنها على أصحّ الأقوال قبل البعثة النّبويّة بخمس سنين حينما كان النّبي الكريم يبلغ من عمره خمسة وثلاثين عاماً، وهي ابنته من السّيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي آمنت به حين كذبّه النّاس ووقفت معه ووكّلته بأمور تجارتها، وقد تشّربت السّيدة فاطمة رضي الله عنها بأخلاق أمّها وأبيها فكانت مثالاً للبنت الصّالحة التي تتمثّل فيها الأخلاق والقيم النّبيلة، لذلك تنافس الكثير من الصّحابة على خطبتها من أبيها وقيل أنّ كبار الصّحابة تقدّموا لذلك ومنهم أبو بكر الصّديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولكن لم يوفقّا لذلك حتّى جاء سيّدنا علي رضي الله عنه بعد غزوة بدر الكبرى ليخطبها من النّبي عليه الصّلاة والسّلام فيزوّجه إيّاها بعد أن دعاه أن يلتمس المهر لها فلم يجد عليّ مهراً لها إلا درعه الحطميّة التي نفلها في إحدى معاركه، وقد كانت زيجة السّيدة فاطمة والإمام علي من أعظم الزّيجات في التّاريخ الإسلامي، وقد أنجبت السّيدة فاطمة الحسن والحسين سبطي النّبي عليه الصلاة والسّلام وسيدا شباب أهل الجنّة .
قصة وفاة السيدة فاطمة الزهراء
إنّ مكانة السّيدة فاطمة رضي الله عنها لكبيرة، فهي من أحبّ النّاس إلى رسول الله وأقربهم إلى قلبه، وهي سيّدة نساء الجنة كما بشّرها النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وبعد أن توفّي النّبي الكريم حدث بين السّيدة فاطمة والخليفة أبو بكر الصديق خلافٌ بسيط على مسألة ميراث النّبي في فدك، فلقد رأى أبو بكر الصّديق أنّ الأنبياء لا يورّثوا فما تركوه يكون صدقة، ولقد وجدت السّيدة فاطمة في قلبها شيئاً اتجاه هذا الموقف ولكنّها رضيت عن أبي بكر قبل وفاتها وتفهّمت موقفه، وعندما مرضت رضي الله عنها طلبت من أسماء بنت عميس أن تصنع لها شيئاً يسترها بعد مماتها؛ لأنّها كانت شديدة الحياء، فصنعت لها أسماء من جريد رطب مثل النّعش فسترت فيه رضي الله عنها وقام بتغسيلها زوجها الإمام علي ودفنها ليلاً في مدافن البقيع بعد الصلاة عليها.