استشهاد السيدة فاطمة الزهراء
بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ الأمّة الإسلاميّة سوف تختلف وتفترق إلى فرقٍ كثيرة، مبّيناً أنّ الفرقة النّاجية هي من تكون على منهج أهل السّنة والجماعة وما كان عليه النّبي الكريم وأصحابه، وإنّ من بين الفرق التي ضلّت السّبيل وخالفت منهاج الجماعة فرقة الشّيعة الذين سلكوا في عقيدتهم وفقههم للدّين مسلكاً لا يرضاه الله ورسوله، فكثيرٌ من الشّيعة يسبّ الصّحابة رضوان الله عليهم، ومنهم من يلمز السّيدة عائشة رضي الله عنها التي برّأها الله من سبع وسنوات ويتّهمونها بالزّنا، وإنّ من بين الخرافات التي يؤمنون بها أنّ السّيدة فاطمة الزهراء قد استشهدت نتيجة للعدوان والتّضييق عليها، بينما يرى أهل السّنة والجماعة أنّ السّيدة فاطمة ماتت بعد رسول الله عليه الصّلاة والسّلام بستة أشهر وكانت أسرع أهله لحوقاً به وقد كان النّبي أسر لها بذلك، وقد ماتت رضي الله عنها موتة طبيعية ودفنت ليلاً في مدافن البقيع في المدينة المنوّرة حيث غسّلها وصلّى عليها زوجها الإمام عليّ بن أبي طالب، فتعرف على ما هى تفاصيل وما هى اسباب ظهور خرافة استشهاد السّيدة فاطمة لدى الشّيعة؟
يعتقد الشّيعة أنّ السّيدة فاطمة قد ظلمت في حياتها وبعد وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام ظلماً شديداً، وقد كان سبب ذلك أنّها جاءت بعد وفاة النّبي الكريم إلى أبو بكر الصّديق خليفة المسلمين لتطالب من ميراثها من أبيها، وقد كان أبو بكر يؤمن بأنّ النّبي الكريم قد أوصى بعدم توزيع ما تركه حين قال نحن معاشر الأنبياء لا نورّث، ما تركناه صدقة، بينما كانت السّيدة فاطمة ترى أحقيّتها في ميراث أبيها، وهذه القصّة هي حقيقة وقد حدثت فعلاً ورواها أئمة الحديث مثل البخاري في صحيحة، ولكن ما يؤمن به أهل السّنة ويعتقده أنّ الخلاف بين السّيدة فاطمة والصّديق لم يخرج إلى مرحلة التّناحر والتّدابر لحسن ظنّهم بالصّحابة الكرام وأنّهم لا يحملون في قلوبهم غلاً على بعض بينما يصرّ الشّيعة على أنّها ظلمت بسبب ذلك وسلب حقّها.
من بين الما هى اسباب التي يسردها الشّيعة حول اعتقادهم باستشهاد السّيدة فاطمة أنّ عددٌ من الصّحابة تخلّفوا في بيتها عن بيعة أبو بكر الصديق لاعتقادهم أنّ عليًّا كان أحقّ بالخلافة من أبو بكر، ويقولون أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قد جمع حطباً وهمّ بحرق البيت بمن فيه، بل ويضيفون أنّه ضيّق على السّيدة فاطمة حتّى كسر ضلعها وأسقط جنينها، ويرون أنّها قد بقيت بعد ذلك تعالج آلام تلك الواقعة حتّى استشهدت بزعمهم وإنّ كلّ ذلك ممّا لا يصحّ بل وينزّه المسلمون الصّحابة عن القيام بمثل هذا العمل فقد رحلت سيدة نساء العالمين رضي الله عنها عن الدّنيا بوفاة طبيعية ودفنت في المدينة المنورة.