الأهرامات
تعتبر منطقة الجيزة في مصر من المناطق الشّهيرة التي يقصدها ملايين السّياح سنويًّا من أجل زيارة صروح شيّدها أقوام قبل ما يقارب خمسة آلاف سنة، فقد بنى الفراعنة الأهرامات لتكون أعجوبةً من عجائب الدّنيا السّبع التي حيّر لغز بنائها العلماء حتّى وقتنا الحاضر، فتعرف على ما هى الأهرامات وما شكل بنائها؟ وتعرف على ما هى الفرضيّات التي وضعها المؤرّخون والعلماء حول كيفيّة بنائها وتشييدها؟
حضارة الفراعنة
استوطن الفراعنة بلاد مصر وتركّز وجودهم فيها حول ضفاف النّيل، وقد كانت حضارتهم مثالًا في التّقدم والرّقي؛ حيث اهتموا بالعلوم والأدب، كما اشتغلوا بالزّراعة وكانت مواردها تُشكّل قوتهم اليومي والأساسي، وقد كانت للفراعنة لغتهم الخاصّة وكتاباتهم التي دلّت عليها النّقوش التي وجدت على الصّخور والمعابد والتّماثيل وقد سمّيت لغتهم باللّغة الهيروغلوفيّة، كما اهتم الفراعنة بشكلٍ كبير في بناء الصّروح وأهمّها وأشهرها وأعجبها بناء الأهرامات الثّلاثة التي شيّدها الفراعنة خوفو وخفرع ومنقرع.
كان الفراعنة على ضلالة معتقدهم وظلمات شركهم يؤمنون بالحياة بعد الموت والبعث لذلك انصبّ اهتمامهم على الجانب الآخر من الحياة فكان فرعون يحرص على بناء هرمٍ له كقبر، كما كان يحرص أن يُدفن في تابوت بعد أن يقوم المتخصّصون بتحنيط جثّته حتّى تحفظ من التّحلل، فالأهرامات تعرف على ما هى إلا معابد لأولئك الفراعنة وترجمة لإيمانهم العميق بالحياة بعد الموت، وإنّ الدّاخل إلى هذه الأهرامات يلمس اهتمام الفراعنة بها من حيث البناء والتّنظيم؛ حيث تحتوي على ممرّات وغرف غاية في الإتقان وحسن البناء .
فرضيّات بناء الأهرامات
وضع كثيرٌ من العلماء والمؤرّخين فرضيّات في كيفيّة بناء الأهرامات؛ فمنهم من وضع فرضيّة تقول إنّ الفراعنة قد عرفوا الرّافعات التي تقوم برفع الأحجار الثّقيلة، ولكن هذه الفرضيّة بعيدة كلّ البعد عن الحقيقة، ذلك لأنّ آلاف الأحجار التي تشكّلت منها الأهرامات يزن كل واحدٍ منها أطنان لا يقوى على رفعها أمّة من الرّجال الأقوياء، كما أنّ هناك فرضية تقول إنّ الفراعنة قاموا بتشكيل تلك الأهرامات من خلال نحت الصّخور أو الطّين وهو في مكانه.
بناء الأهرامات في القرآن الكريم
الفرضية الأقوى والأرجح في بناء الأهرامات والتي تحدّث عنها القرآن الكريم قبل ألف وأربعمئة سنة تقول إنّ فرعون طلب من وزيره أن يبني له صرحًا ليطّلع فيه على إله موسى، قال تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ )، فَوِفْق هذه الفرضيّة إنّ صخور الأهرامات المربّعة تعرف على ما هى إلا عبارة عن طينٍ مُزج بالكلس وتمّ تسخينه على درجة حرارة عالية جدًا حتّى اكتسب متانة الصّخور، وقد أكّد على هذه الفرضيّة كثيرٌ من علماء الغرب بعد تحليل صخور الأهرامات .