جدّة
تقع مدينة جدّة في المملكة العربيّة السعوديّة على السّواحل الغربيّة منها، وهي مدينة تابعة تنظيميّاً إلى مدينة مكّة المكرّمة التي يؤمّها ملايين الحجّاج سنويّاً في موسم الحجّ، حيث تبعد حوالي 449 كيلو متراً عن العاصمة الرّياض، ومسافة ثمانين متراً عن مكّة المكرّمة، وهي المدينة السياحيّة التّرفيهيّة الأولى للحجيج ولسكّان المملكة العربيّة السّعوديّة وزوّارها لما تتمتّع به من مميّزات عديدة.
يصل عدد سكّان مدينة جدّة إلى ثلاثة ملايين ونصف نسمة، وتعتبر ثاني أكبر المدن السّعوديّة بعد الرّياض، وسمّيت مدينة جدّة بهذا الاسم نسبةً إلى روايتّين، الأولى تقول أنّ مدينة جدّة تعني شاطئ البحر كتعرف ما هو مدوّن في كتاب ابن بطّوطة، ورواية أخرى تقول أنّها نُسِبَت إلى حوّاء أمّ البشر التي نزلت ودُفِنَت فيها لذا سمّيت بجدّة. ويتنشر في جدّة العديد من الأحياء التي تسمّى حارات وهي لا زالت شامخةً منذ القدم تشهد مرور التّطوّر الحضاريّ عليها، فترك وجودها طابعاً يمزج بين عبق الماضي وحداثة الحاضر، لتتميّز مدينة جدة بما فيها من حارات بالفنّ المعماريّ الجميل الذي يجذب أنظار الزّائرين.
مناخ جدّة
إنّ الزّائر لمدينة جدّة يعرف أنّها مدينة ساحليّة مطلّة على البحر الأحمر، وهذا يجعلها تتميّز بمناخ عالي الرّطوبة والبرودة وخصوصاً في الّليل، أمّا في النّهار فمناخها حارّ ملتهب تصل فيه درجات الحرارة إلى أربعين درجة مئويّة، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصّيف وتسخين مياه البحر.كما تتميّز جدّة بمواسم هطول مطريّة قد يصل ارتفاع المياه فيها إلى منسوب عالٍ نتيجةً لغزارة الأمطار في الشّتاء، وتكون الأمطار مصحوبةً بعواصف رعديّة خفيفة تُغني الموسم المطريّ في فصل الشّتاء، وفي المقابل تكون حرارة الصّيف شديدة، وهناك أوقات اعتدال للمناخ تنحصر ما بين شهر كانون الثّاني وشهر شباط من كلّ سنة.
السّياحة في جدّة
تعدّ جدّة أكثر مدن المملكة السّعوديّة جذباً للسيّاح، وأكثرها تطوّرا من النّاحية الاقتصاديّة والعمرانيّة، إذ تتميّز بوجود العديد من الأبراج العالية وناطحات السّحاب التي تعدّ أساس الحركة التّجاريّة والاقتصاديّة للمملكة ككلّ، وهي واجهة لمنطقة مكّة المكرّمة وبوّابة لها.كما تشكّل جدّة مقصداً للسيّاح طوال فترة السّنة وليس في موسم الحجّ فحسب نظراً لتنوّع نشاطاتها التّجاريّة والتّرفيهيّة، ووجود الأسواق الملائمة للسيّاح من حيث الخدمات والأسعار، كما يتمتّع السيّاح فيها بالمشي على كورنيش جدّة المقسّم إلى ثلاثة أقسام: الشّماليّ، والجنوبيّ، وشرم أبحر، ممّا يوفّر متنفّساً لسكّان المدينة وزوّارها.
نافورة جدة
من اجمل وافضل المناظر التي تشدّك في مدينة جدّة منظر نافورتها التي تبهر النّاظر إليها بسحر بنائها، وطريقة تدفّق الماء منها، وهي مشهد ساحر وخصوصاً في المساء عند مشاهدتها من مسافة قريبة.
تقع نافورة جدّة على الشّاطئ الغربيّ للبحر الأحمر، وهي نصب تذكاريّ أهداه الملك فهد بن عبد العزيز لأهل جدّة، وتتميّز النّافورة بضخامتها حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 315 متراً، ويتدفّق الماء فيها بقوّة عشرين طنّ ويزيد، بحيث يستطيع جميع من في جدّة التّمتّع برؤية المياه المتدفّقة منها بوضوح.
صمّمت النّافورة على شكل نافورة موجودة في مدينة جنيف، وشُغّلت في عام 1985 معتمدةً في ضخّها على مياه البحر الأحمر، إلّا أنّ هناك بعض المشكلات التي واجهت المصمّمين لها كالصّدأ، والتّآكل، لذا تمّ تجاوز هذه المشاكل وعيوب بتركيب فلاتر تنقّي مياه البحر المتدفّقة فيها وهذا يمنع ترسّب الرّمل والشّوائب فيها، كما دعمت من خلال غضافة مواد غير قابلة للصّدأ بحيث يتمّ صيانتها بصورة دوريّة سنويّة.