كان الحبّ و ما يزال من أسمى المعاني الإنسانيّة و أجملها على الإطلاق ، فبالحبّ تستمر العلاقات بين الزّوجين و تتوطّد في ظلّ توافر معاني الرّحمة و السّكينة و التّودّد ، فالإنسان لا يستغني عن هذا المعنى الجميل في حياته و علاقاته المختلفة ، فالأسر المستقرّة التي تتبادل مشاعر المحبّة بين أفرادها فيحبّ الابن أمّه و أبوه ، و يحبّ الأخوان بعضهم البعض ، تكون هذه الأسر هي القادرة على البذل و العطاء ، فالحبّ يعطي دافعاً عجيباً للحياة و العمل ، فالإنسان حين يشعر أنّه ثمّة من يشعر به و يحمل مشاعر المحبّة اتجاه فإنّه يكون ذلك دافعاً له في الحياة و البذل و العطاء ، و الحبّ يسمو بالنّفس الإنسانيّة و يرتفع بها لتعانق السّحاب ، لذلك يعبّر كثيرٌ من المحبين عن حالهم كمن يطير في السّماء من شدّة الفرح عند لقاء حبيبه و تبادل مشاعر المحبّة معه .
و قد روى التاريخ كثيراً من قصص الحبّ منها قصصٌ نجحت و استمرت و منها قصصٌ انتهت بانتهاء المشاعر التي يحملها كلا المتحابين اتجاه الآخر أو يأسهما من مواجهة التّحديات المختلفة ، و لا ريب بأنّ المحبّ الصّادق يبذل الجهد لنيل مراده فلا يستسلم بل يواجه العقبات و التّحديات بعزيمةٍ و قوّةٍ .
و قد أصّل ديننا الإسلامي معاني الحبّ و أكّد عليها ، و جاء النّبي صلّى الله عليه و سلّم بشريعةٍ وضعت أحكاماً و ضوابط للعلاقات بين الجنسين ، فشرع الزّواج و حثّ عليه النّبي عليه الصّلاة و السّلام ، و لم ير النّبي الكريم للمتحابين إلا وسيلةٌ واحدةٌ و هي الزّواج ، فبالزّواج تكتمل العلاقة و تتأطّر بإطار الفضيلة و العفّة و تصبح مصانةً من كلام النّاس و بهتانهم ، و قد كانت علاقة النّبي مع أزواجه مبنيّةٌ على المحبّة ، و قد خصّ السّيدة عائشة رضي الله عنها بمحبةٍ قلبيّةٍ خاصّة لم يكن يملك ردّها .
و أخيراً إذا أراد المحبّ أن يصارح حبيبته بمحبّته يجب أن يدرك أولاً بأنّ حبيبته تشاركه نفس مشاعر المحبّة ، فإذا تحقّق من ذلك صارحها بعد اختيار الوقت المناسب و المكان المناسب ، و كذلك لا يغفل أهمية وفائدة الهديّة و دورها في زرع المحبّة بين المتحابين و كفانا قول النّبي عليه الصّلاة و السّلام وهديه إذ قال ( تهادوا تحبوا ) .