المحافظة على الزواج شيء أساسي ومهم، فهناك العديد من قصص الحب التي انتهت بالزواج، لكنها لم تدم طويلاً، فما الذي يؤدي لمثل هذا الفشل أو بالأصح ما الذي بنجح الزواج ويقوي العلاقة ويديمها.
ذهب البعض الى ان الحفاظ على العلاقة الحميمة بين الزوجين يسهم بشكل كبير في انجاح الزواج، ولا يتم ذلك الا من خلال تفاهم الطرفين والمصارحة حول الأمور التي تزعج كلاً منهما الآخر وبذل مجهود اضافي للإبقاء عليها حتى بعد انقضاء وقت طويل على الزواج؛ نعم يعد هذا الجانب صحيح لكن هناك عدة دراسات أكدت ان العلاقة الحميمة هي جزء من انجاح الزواج وليست الحل لكافة المشاكل وعيوب التي قد يواجهها الزوجين في المحافظة على الزواج.
يتأكد لدى البعض بأن أغلب المشاكل وعيوب الزوجية تمتد بجذورها إلى فترة الخطوبة وانه يجب علاجها فوراً وليس بالمسكنات، بينما تحدث البعض عن أن فترة الخطوبة تعد نقطة الانطلاق وحجر الأساس للعلاقة الزوجية، حيث يقوم العديد من الناس بإطالة فترة الخطوبة لضمان الحصول على اطول فترة من التعارف والتفاهم والاحترام المتبادل والحب بين الطرفين، حيث تكشف ايجابيات وسلبيات الطرفين، وأوجه الاختلاف وطبيعة كل منهما، ما يحب وما يكره، والتعرف على الذات أيضاً من خلال تعامله مع الطرف الآخر.
كما أن هناك من ربط بين انجاح الزواج والتكافئ، والتكافئ هنا لا يعني التطابق بل يعني التقارب، و التكافئ يكون على المستوى الديني، المادي، الإجتماعي، الفكري والثقافي، العلمي وحتى على مستوى العمر.
انجاح الزواج أمر بسيط وليس بالمعقد، فهناك أمور يجب أن يتحلى بها الزوجين لإدامة الزواج وبالتالي انجاحه، وهنالك أيضاً ما يجب تجنبه؛ وهذا الشيء يسري على معظم حياتنا اليومية، علينا أن نتجنب أشياء وعلينا أن نتحلى بأشياء؛ لنأخذ نقاط الزواج السلبية التالية:
- انعدام الرومنسية بما يشمل أيضاً العلاقة الحميمة بين الزوجين.
- عدم الحوار والتحدث بين الطرفين.
- عدم وجود وقت للتواصل.
- فرض الرأي والإجبار.
- الوضع المادي.
- العلاقة الاحادية.
سنتحدث عن النقاط السابقة بطريقة مختصرة:
عدم الجدال في الأمور البسيطة والتي تعد تافهة، فبدلا من التركيز على مثل هذه الأمور لما لا يتم شغل هذا الوقت في التحدث بأمور تهم الطرفين والاستماع بشكل بشكل جدي للطرف الآخر مما يسهم في شعوره بالاحترام له وكناية عن مدى أهميته، باطلاع كل الطرفين على ما يواجهه وما مر به خلال يومه سواء بالعمل او ما يدور في العائلة من هنا او هناك.
فالتواصل والحوار شيء اساسي بين الناس، ويعد مهماً جداً بالعلاقة الزوجية حتى إن وجد بعض الاختلافات بالرأي، فيجب احترامها من قبل الطرفين، وأن لا يقوم أي طرف بالتعنت لرأيه أو فرضه على الآخر؛ وبدلاً من ذلك يمكن اللجوء الى الاقناع و ماسك بطريقة راقية ومهذبة تشعر الطرف الآخر بالاحترام أو من خلال الاتسام بالمرونة بدلاً من التغيير.
يجب أن يجد الطرفين أطول وقت ممكن لقضائه معاً إما بالتحدث كما اشرنا سابقاً او بالمشاركة من خلال الهوايات المشتركة او حتى بأبسط الأمور بمشاهدة التلفاز او حتى قرائة عنواين الصحف مثلاً، حيث يشكل مثل هذا الأمر نقطة تعزيز وتقوية وتنمية للعلاقة الزوجية. اشعار الطرف الآخر بالأهمية وفائدة والأولوية بحياتك يعطي انطباعاً قويا عن مدى حرصك عليه وثقتك به ومدى نجاح العلاقة الزوجية من خلال المحافظة على الالتزامات الزوجية من جهة ومن خلال المحافظة على الرومانسية والحب كشيء اساسي في علاقتكما معاً.
الإهتمام لا يقتصر فقط على الطرف الآخر بل يجب الإهتمام بنفسك أيضاً من خلال المحافظة على الصحة العامة والمظهر الخارجي من الملبس والزينة واللياقة الجسمية، فهذا ما قد يكون لفت انتباه الطرف الآخر أولاً.
الوضع المادي شيء أساسي في العلاقة الزوجية لا سيما أنها تضمن سبل العيش الكريم للطرفين وقد يحاول البعض انكار أهميتها، والبعض الآخر يحاول تجاهلها والتقليل من شأنها، فالزواج الناجح شبيه بمشروع اقتصادي يجب المحافظة واستدامة العائدات والسيطرة على النفقات من أجل ديمومة المشروع، والذي هو هنا الزواج.
العلاقة الاحادية هي بأن تكون العلاقة الزوجية مقامة وشبه مقتصرة على طرف دون الآخر حيث يقوم بكافة الالتزامات، وقد يستمر هذا الحال فترة لكم من المأكد بأنه سينفجر لاحقاً ما لم تتم معالجته.